صدر عن مؤسسة مدارك كتاب (دلال رحلة ألم وأمل وفراق) والتي وافاها الأجل بعد رحلة طويلة مع مرض سرطان الغدد اللمفاوية. ويقع الكتاب في (122) صفحة قسمت إلى (14) عنوانًا، ويسرد معاناة دلال رحمها الله وجميع أفراد أسرتها، الذين رافقوها في تلك الرحلة بقلوب صابرة محتسبة الأجر. ووصف والدا دلال يرحمها الله الدكتور خالد الدخيل وإيمان الدبيان رحلتهما مع ابنتهما خلال مرضها وخصصا ريع الكتاب لجمعية سند لدعم الأطفال المرضى بالسرطان، والذي لا يفجع الروح ويفطر القلب مثل أن يفقد المرء فلذة كبده، وقرة عينه، وثمرة فؤاده. ويعظم الأمر ويزداد إذا كانت الفقيدة في الربيع الخامس عشر من عمرها، ووحيدة بين إخوانها،. إنه والله من أشد الأحزان وأعظم الآلام توغلًا في القلب والروح. تبقى الكلمات دومًا حائرة في الوصف، وعاجزة عن التعبير عن مدى اللوعة والحزن والكسر على فراق ثمرة الفؤاد وقرة العين “دلال”؛ كيف نصف حزننا على فقدها وفراقها، فهي لم تكن ابنتنا الوحيدة فحسب، بل قلبنا النابض بالحياة، الابنة البارة الحنونة، والصديقة الحميمة. كانت تملأ حياتنا وأركان منزلنا بالحب والحيوية والسعادة، وتركت برحيلها فراغًا كبيرًا لا يعلمه إلا الله وحده، وسنبقى ما حيينا، نتذكر جيدًا حركاتها ومداعباتها، وصوتها العذب الهادئ الحنون في أذن كل منا. # تلفظ أنفاسها الأخيرة لفظت ثمرة الفؤاد وقرة العين وحبيبة القلب دلال بنت خالد إبراهيم الدخيل أنفاسها الأخيرة، ووالدها في منتصف قراءته عليها لسورة (يس)، وذلك في الساعة الثانية عشرة والربع من صباح يوم الأربعاء (26/12/1429ه الموافق 24/12/2008م)، (الساعة الثامنة والربع صباحًا من اليوم نفسه بتوقيت الرياض). ابتسامة رقيقة علت وجهها بعد أن أسلمت الروح، تخيل لنا معها أنها ما زالت على قيد الحياة، فقد اعتدنا منها الابتسام في أصعب المواقف، وتخلينا في الساعات الأولى لوفاة دلال أن الحياة بالنسبة لنا توقفت مع رحيلها، وأحسسنا بحزن مفجع وألم موجع لا يمكن وصفه والتعبير عنه، فما أصعب لحظة الوادع وفراق الحبة. # توثيق قصة دلال يقول والدا دلال: إن هذا الكتاب يهدف إلى توثيق فترة مهمة من حياة ابنتنا وحبيبتنا وقرة أعيننا (دلال)، نركز فيها على مرضها وآلامها ومراحل علاجها ومعاناتها المستمرة، التي تحملتها بصبر كالجبال، تكسوها بابتسامات رقيقة، ونحن ندونها تخليدًا لذكراها، واستفادة من ظروف تجربتها القاسية، ونعدها رسالة إلى كل فرد وعائلة ابتليت بويلات هذا المرض العضال، ونأمل أن يكون في تجربة دلال ومعاناتها وصبرها دروسًا وعبرًا للجميع، ترسخ الرضا بالقضاء والقدر، كما نأمل أن يكون في أحداثها المريرة، والكيفية التي تعاملنا بها والأطباء مع تطورات حالتها، والقرارات الصعبة التي اجتهدنا معًا في اتخاذها، فائدة بإذن الله تعالى، مؤكدين مرة أخرى أن الأعمار بيد الله، وفرص الشفاء بإذنه كبيرة لكل طفل ابتلي بمثل هذا المرض.