قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي اليوم الجمعة إن شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى سوريا يمكن أن تزيد قوات الرئيس بشار الأسد جرأة وتطيل أمد الصراع. وقال "ديمبسي" للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إنه على أقل تقدير قرار يدعو للأسف سيزيد النظام جرأة ويطيل المعاناة، ولذا فهو في وقتٍ غير مناسب ويدعو للأسف الشديد". وأضاف "ديمبسي" أنه يشير على وجه الخصوص إلى الصواريخ المضادة للسفن التي ذكرت رويترز في وقتٍ سابق اليوم أن روسيا أرسلتها إلى سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون ل"رويترز" إن روسيا أرسلت إلى سوريا صواريخ متقدمة مضادة للسفن مما يعزز الدفاعات السورية على الرغم من مناشدات من واشنطن وأماكن أخرى للتوقف عن إمداد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بالأسلحة. وقال أحد المسؤولين مشترطاً عدم الكشف عن شخصيته إن سوريا تسلمت أخيراً أحدث صواريخ وهي أرض / جو من طراز "ياخونت". وسبق أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبراً عن نقل الصواريخ. وأكد المسؤول الأمريكي كذلك تقريراً أشار إلى أن روسيا أرسلت 12 سفينة حربية أو أكثر لحراسة المياه القريبة من قاعدتها البحرية في سوريا.
وقال: "ليس هذا بالضرورة أسلوب ردع من أجل سوريا خصيصاً. إنه على الأرجح استعراض أوسع لقوة البحرية الروسية".
ولم يصدر على الفور أي تعليق من جانب الحكومة الروسية.
ويأتي الكشف عن ذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على إشارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى أنه أثار قضية نقل أسلحة إلى سوريا أثناء محادثات أجراها في موسكو هذا الشهر.
وقد تزيد إمدادات الأسلحة الروسية لسوريا من ضغوط بعض المشرعين في الكونجرس كي تزيد الولاياتالمتحدة من دورها في سوريا خصوصاً بعد أن اعترفت حكومة الرئيس باراك أوباما بمعلومات مخابرات أولية بشأن استخدام القوات الموالية ل"الأسد" أسلحة كيماوية.
وقال السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "يمكننا أن نقف موقف المتفرج أمام انقلاب الموازين لصالح الأسد أو أن نحمي المصالح الوطنية الأمريكية بدعم تسليح المعارضة التي تقاتل من أجل بناء مستقبل سوري جديد".
و"مننديز" هو صاحب تشريع يقضي بفرض عقوبات على الأسلحة تشمل حظر الأسلحة ومبيعات النفط مع دعم المعارضة السورية بالأسلحة القاتلة وبالتدريب.
لكنّ كثيراً من المسؤولين الأمريكيين يخشون أن تسقط الأسلحة في أيدي جماعات متشددة مرتبطة بالقاعدة.
وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا اتفقتا على عقد مؤتمر في محاولة لوقف الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين لكن لم يتم إلى الآن تحديد موعد لانعقاد المؤتمر.
وقال نيك براون رئيس تحرير مجلة "إنترناشونال ديفنس ريفيو" إن الصواريخ المضادة للسفن التي أرسلتها روسيا مصممة لإبقاء السفن المعادية بعيداً عن المياه السورية. وتزيد سرعتها مرتين ونصف المرة عن سرعة الصوت ويصل مداها إلى نحو 300 كيلومتر ولرأسها الحربي الذي يزن 200 كيلوجرام قوة تدمير هائلة.
وأضاف: "اكتشافها صعب ومن الأصعب إسقاطها أو خداعها ومن ثم فهي أداة قوية لإبعاد السفن الحربية عن الساحل السوري".
ولم يعلق متحدث باسم شركة "روسوبورون اكسبورت" الروسية المملوكة للدولة التي تحتكر تصدير السلاح لدى سؤاله عن إرسال صواريخ "ياخونت" إلى سوريا.
وسبق أن أرسلت روسيا هذه الصواريخ إلى سوريا في عام 2011 في صفقة قدرت قيمتها بمبلغ 300 مليون دولار في ذلك الوقت.
ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مبيعات الأسلحة لسوريا قائلاً إن موسكو تنفذ عقوداً تم الاتفاق عليها في وقتٍ سابق ولا تريد أن تخسر سمعتها كمورد يمكن الوثوق فيه.
وأفادت بيانات نشرها مركز أبحاث عسكري مقره موسكو بأن مبيعات روسيا من الأسلحة لسوريا بلغت نحو مليار دولار عام 2011 على الرغم من أن المبيعات تراجعت بدرجة كبيرة العام الماضي.