غادر الرياض صباح اليوم 65 مصرياً من المخالفين لنظام الإقامة في المملكة, كانوا معتصمين داخل مقر القنصلية العامة المصرية بالرياض للمطالبة بترحيلهم وإنهاء مشاكلهم المتعلقة بنظم العمل أو الإقامة, بعد أن نجحت القنصلية في استخراج تأشيرات الخروج لهم. وقد استقل العمال المغادرون حافلتين متوجهين للقاهرة عن طريق البر وسط فرحة غامرة بإنهاء معاناتهم بعد أن بدأت مكاتب العمل والجوازات في تنفيذ آلية تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية بالمملكة في إطار المهلة التي حددها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بثلاثة شهور لتوفيق الأوضاع.
ومن داخل أتوبيسي المغادرة علت الفرحة الغامرة وجوه العمال الذين وجهوا الشكر للسفارة والقنصلية العامة بالرياض على سعة صدورهم وسعيهم طوال عشرة أيام لإنهاء إجراءات عودتهم لمصر، وخصوا بالشكر القنصل العام السفير حسام عيسى، وقدموا اعتذارهم له شخصياً لما سببوه من تعطيل العمل اليومي في القنصلية واضطرار القنصلية لإنهاء معاملات الجمهور من مكان آخر داخل السفارة, كما قدموا اعتذارهم عن أي مضايقات لفظية تفوهوا بها ضد السفارة أو القنصلية، مشيرين إلى أنهم حافظوا على منشآت وممتلكات القنصلية خلال فترة الاعتصام وكأنها ممتلكاتهم.
وأكد عدد من العمال منهم، وهم: وليد محمد من المنصورة, مؤمن محمود من الإسكندرية, عبدالجليل دعبس من دمياط, عثمان عبدالقادر من المنصورة, أن معظم مشاكل العمالة المخالفة ناتجة عن بلاغ الهروب الذي يرسله الكفيل للجهات المختصة، كما طالبوا بتشديد الرقابة على بعض شركات إلحاق العمالة في مصر، والتي تقوم بتسفيرهم بتأشيرات على مؤسسات وهمية بعد أن يكون العامل قد دفع ما بين 15 و20 ألف جنيه ثمناً للتأشيرة، كما حذروا من التأشيرات التجارية، حيث يأتي صاحبها للعمل لفترة محددة، وقد يجد المؤسسة التي جاء عليها غير موجودة أصلا في جهاز الحاسب الآلي لوزارة العمل.
هذا وكانت أزمة العمال المعتصمين بالسفارة المصرية بالرياض قد انفرجت أمس، حيث نجحت جهود القنصل العام في استخراج تأشيرات عودتهم إلى مصر، وذلك بعد أن بدأت الجهات السعودية المعنية في الجوازات ومكاتب العمل في تنفيذ وتفعيل القرارات الأخيرة لوزارتي العمل والداخلية بشأن تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية بالمملكة ضمن مهلة الثلاثة أشهر التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوفيق الأوضاع للعمالة الأجنبية المخالفة.
وقد وجه السفير عفيفي عبدالوهاب سفير مصر بالسعودية الشكر لخادم الحرمين الشريفين لقراره بمنح هذه المهلة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة، وللسلطات السعودية المعنية التي أبدت التنسيق والتعاون التام من أجل تفعيل هذه القرارات، مما عجل بإنهاء أزمة العمال المصريين، ووجه التحية لكل الجهود التي بذلها أعضاء السفارة والقنصلية العامة والمكتب العمالي بالرياض، والتي قادها بنجاح القنصل العام بالرياض.