نشر موقع "ويكيليكس"، الذي نال شهرة واسعة بعدما كشف عن 76 ألف وثيقة سرية عن الحرب في أفغانستان، وثيقة داخلية صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" تتناول مسألة تصدير الولاياتالمتحدة الإرهاب والنظرة الدولية إليها بعد سعي تنظيم القاعدة إلى تجنيد مواطنين أمريكيين. ونقل موقع شبكة "سي إن إن" العربية عن وسائل إعلام أمريكية أن الوثيقة التي تحمل عنوان "ماذا لو رأت الدول الأجنبية الولاياتالمتحدة مصدرة للإرهاب؟" تحذر من خطر تضرر علاقات الولاياتالمتحدة مع الدول الأجنبية الحليفة واستعدادها للتعاون معها خاصة في النشاطات "خارج نطاق القضاء". وأشار الموقع إلى أن الوثيقة صادرة عن "الخلية الحمراء" التابعة ل"سي آي إيه"، التي تأسست بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.وأعطت الوثيقة أمثلة بالأمريكي من أصل باكستاني ديفيد هيدلي، الذي أقرّ بقيامه بأعمال مراقبة لمصلحة جماعة عسكر طيبة المتهمة بالتورط في هجمات مومباي عام 2008، إضافة إلى الطبيب اليهودي الأمريكي باروخ غولدشتاين، الذي سافر من نيويورك إلى إسرائيل وقتل 29 فلسطينياً في الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وهو ما دفع حركة حماس إلى شنّ موجة من التفجيرات عام 1995. وقالت "سي إن إن": لم تسبب وثيقة “ويكيليكس" الجديدة صدى واسعاً مثل الكشف عن وثائق الحرب في أفغانستان، وقد خففت المتحدثة باسم ال"سي آي إيه" ماري هارف من أهميتها، وقالت إن ما جاء في الوثيقة “يهدف ببساطة إلى الدفع إلى التفكير وتقديم وجهات نظر عدة". وحذرت الوثيقة من أن تنظيم القاعدة يسعى إلى تجنيد الأمريكيين، وقد يدفع ذلك الدول الأجنبية إلى المطالبة بتسليم مواطنين أمريكيين تعتبرهم إرهابيين، وقد يؤدي رفض الولاياتالمتحدة تسليم مواطنيها إلى سعي بعض الحكومات الأجنبية إلى القبض على مواطنين أمريكيين متهمين بالإرهاب بطريقة سرية على الأراضي الأمريكية. واستشهدت الوثيقة بحالات أمريكيين تورطوا في مؤامرات مزعومة في باكستان والهند وأماكن أخرى، وقالت: “خلافا للاعتقاد الشائع فإن تصدير الأمريكيين للإرهاب أو الإرهابيين ليس ظاهرة نشأت حديثاً". وقالت إن الولاياتالمتحدة لديها قدر معين من النفوذ على الحلفاء بشأن طلبات تسليم مشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر - أيلول عام 2001، لكنها استدركت بقولها: "إن ذلك قد يتغير".وقالت الوثيقة: “إذا أصبح ينظر إلى الولاياتالمتحدة على أنها تصدر الإرهاب فإن الحكومات الأجنبية قد تطلب ترتيبات للمعاملة بالمثل قد تؤثر في السيادة الأمريكية". وأضافت أن حكومات أجنبية قد تطلب معلومات عن مواطنين أمريكيين أو تطلب “تسليمهم" أو نقل مشتبه بهم في قضايا الإرهاب في الخارج سراً خارج نطاق القضاء.وقال التقرير: “إذا رفضت الولاياتالمتحدة التجاوب مع طلبات الحكومات الأجنبية للتسليم فإن ذلك قد يجعل بعض الحكومات تدرس انتزاع مواطنين أمريكيين سرا".وحذر التقرير أيضا من احتمال عرقلة جهود الولاياتالمتحدة، واستشهد بقضية إيطالية مقامة على ضباط لوكالة المخابرات المركزية أُدينوا العام الماضي بخطف مشتبه به في الإرهاب في ميلانو ونقله جوا إلى مصر؛ حيث يقول إنه تعرض للتعذيب خلال الاستجواب. وقال التقرير: “انتشار مثل هذه الحالات سيضر بالعلاقات الثنائية للولايات المتحدة مع البلدان الأخرى، وكذلك بالجهود العالمية لمكافحة الإرهاب".