خرج آلاف العراقيين في عدد من محافظات البلاد للمشاركة في التظاهرات التي أطلقوا عليها "جمعة حرق المطالب"، في إشارة إلى تجاهل الحكومة لمطالبهم والمماطلة في تنفيذها. وفي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد خرج الآلاف من أبناء المدينة للمشاركة في تظاهرة اليوم، رافعين لافتات كتب عليها "تنازلنا عن هذه المطالب ولن نريدها اليوم"، وقاموا بإحراق مطالبهم التي أعلنوها قبل أربعة أشهر.
وقال قصي الزين إمام وخطيب جمعة الرمادي إن "رئيس الحكومة نوري المالكي حوّل الجيش من حماية العراق والعراقيين إلى حماية نفسه وكرسيه، وزج به في مغامرات سياسية، وهو من أدخل البلاد في بحر من الدم، وكرس الطائفية".
وأضاف "الزين" بأن "شيوخ عشائر الأنبار شكلوا جيشاً يحمل اسم جيش العزة والكرامة للدفاع عن أعراض وحرية وكرامة أهل السنة من المالكي ومليشياته. مؤكداً "لن نعود إلى بيوتنا خائبين في هذه المعركة مع الحكومة، ولن نرجع إلا جثثاً أو منتصرين".
وتابع "الزين" بأن "الحكومة أثبتت أنه لا يمكن التعايش معها، وهي من قتلت سلمية المظاهرات"، داعياً "حلفاء المالكي إلى استبداله إذا أرادوا الخير والسلام ووحدة العراق"، ومطالباً المرجعيات الشيعية بأن "يكون لها موقف من قتل الحكومة أبناء جلدتها في العراق عدوانا وظلماً".
ولم يختلف الحال في مدينة الفلوجة، 50 كلم غرب بغداد، عنه في مدينة الرمادي؛ إذ أعلن المتظاهرون غضبهم من اقتحام القوات الأمنية ساحة الاعتصام في منطقة الحويجة وسقوط عشرات القتلى والجرحى بنيران القوات الحكومية، مطالبين المجتمع الدولي بفتح تحقيق بأحداث الحويجة.
وتجمع الآلاف من المتظاهرين في ساحة ميدان الحق قرب جامع الرزاق وسط مدينة سامراء، 120 كلم شمال بغداد، رافعين لافتات نددوا فيها بهجوم الجيش على معتصمي الحويجة، وهم يرددون شعارات تطالب المالكي بالاستقالة.
وقال إمام جمعة سامراء محمد طه السعدون: "نوجه رسالتنا الأولى إلى المالكي، ونقول له: بعد أن منعت اعتصامنا السلمي الذي كتبنا فيه مطالبنا وأبرزنا فيه غايتنا، لم تنفذ شيئاً مما وعدت به".
وأضاف "السعدون": "لقد يئسنا من كل أمل فيك، فما تركت طريقاً للأذى إلا سلكته، ولم تُشِع الأمان ولم تحافظ على الأموال، ولا صنت الأعراض، وضاعت في سياستك الحلول".
ووصف "السعدون" "هجوم الجيش على ساحة اعتصام منطقة الحويجة بأنه أمر قذر، ولا يمكن السكوت عنه، ويجب الرد عليه بكل قوة؛ كي لا يتكرر في أماكن أخرى من العراق". مطالباً ب"القصاص من منفذي المجزرة بمحكمة دولية محايدة بسبب عدم الثقة في القضاء العراقي وفي الحكومة العراقية".
ومن جانبه أعلن ناجح الميزان، المتحدث باسم معتصمي سامراء، تشكيل قوات الدفاع العشائرية للدفاع عن النفس ضد أي اعتداء، معلناً أن مراجع أهل السنة والجماعة حرموا سفك دم أي إنسان مهما كان انتماؤه وعمله، إلا من اعتدى فيجوز الدفاع عن النفس في مثل هذه الحالة.
واقتحمت قوات الأمن العراقية ساحة الاعتصام في منطقة الحويجة "70 كلم جنوب غرب مدينة كركوك - 250 كلم شمال بغداد"، قبل ثلاثة أيام؛ ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح مختلفة، وفقاً لآخر الإحصائيات الصادرة عن الدوائر الصحية في مدينة كركوك.