تفتتح غداً السبت "بوابة الرياضالغربية" إحدى المعالم المعمارية في العاصمة التي تشكل رمزاً للتاريخ، وواجهة حضارية تعكس بطولات الملك عبدالعزيز ورجاله، وبداية تأسيس المملكة بافتتاح مدينة الرياض عام 1319ه، حيث انطلق منها المؤسس لتوحيد الجزء الأكبر من الجزيرة العربية. وبرعاية الأمير طلال بن عبدالعزيز يفتتح أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبدالعزيز، مشروع "بوابة الرياضالغربية"، عند مدخل العاصمة على طريق مكةالمكرمة- الرياض.
ولمشروع "بوابة الرياضالغربية" قصة، حيث تولدت فكرته لدى الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز إبان احتفالية المملكة بذكرى مئوية التوحيد.
وتخليداً لذكرى استرداد مدينة الرياض على يد الملك المؤسس ورجاله الأبطال، طرح سموُّه الفكرة التي لاقت الاستحسان والتجاوب.
و"بوابة الرياضالغربية" بما تشتمل عليه من تصاميم إبداعية، وما تحكيه من قصص إيحائية رمزية، هي بمثابة مركز للتاريخ، يوازي في أهميته متحف الملك عبدالعزيز التاريخي.
ويتلخص المشروع حول "فكرة ملحمية" تجسد تلك البطولة، وهي "سيف الملك عبدالعزيز الذي يشق صخرة كبيرة، تمثل حياة الشقاء التي كان يعانيها الأهالي في تلك البدايات لينساب منها الماء، لتمثل حالة الازدهار التي بدأت، ومن خلفه 13 علماً تمثل محافظات المملكة، وحول مجسم النصب تم وضع أسماء الأبطال الذين شاركوا الملك عبدالعزيز استرداد الرياض وعددهم 64 رجلاً من رجالات الملك عبدالعزيز؛ لتخليد ذكراهم".
ويعكس المشروع تضافر القطاعين العام والخاص في تنفيذ أحد أبرز المداخل للعاصمة، من الناحيتين التاريخية والجمالية.
ونال المشروع في بداياته إسهام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وموافقة أمير منطقة الرياض ومباركة من الأمير طلال بن عبدالعزيز.
ويتكون المشروع الذي تم من تصنيع مجسمة في الصين من البرونز، والسيف ويرمز لسيف الملك عبدالعزيز وصنع من الستيل، وقبضة اليد، وعلم صنع من البرونز، وأسماء الأبطال عبر 64 لوحة.
ويوجد في منطقة المشروع رواقان يحتضنان أبراجاً، ويوجد على كل رواق جدارية "من البرونز" تم تصنيعها في الصين، وتمثل تطور المملكة من البادية وأسلوب حياتها حتى الثورة النفطية وعالم الفضاء.
وتتكون منطقة خدمات المشروع من المسجد ليخدم المنطقة والزوار والمسافرين من الرياضلمكة، ومواقف سيارات، وتشجير لمنطقة المشروع بما يتلاءم والبيئة الصحراوية، وبئر ماء وخزانات للري والشرب، ونقطة التفتيش ومساكن أفراد الأمن العام.
وكان الأمير تركي دشَّن حملة تبرعات للمشروع من خلال حساب خاص لدى الغرفة التجارية الصناعية بالرياض. وكان على رأس المُسْهمين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، والأمير طلال بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وعدد من الأمراء ورجال الأعمال، وبلغت حصيلة التبرعات 5.5 مليون ريال.
وانتقل المشروع إلى مرحلة تنفيذية مهمة عندما وافق أمير منطقة الرياض على إدراج المشروع ضمن مشاريع أمانة مدينة الرياض، على أن يتم البدء بالمبلغ الذي تم جمعه من التبرعات، وتم تقسيمه على مراحل، حيث بلغت الميزانية الكاملة للمشروع ما يقارب 12 مليون ريال.
وأعرب تركي بن طلال عن شكره لكل من أسهم في مشروع البوابة، وأثنى على الجهود التي بذلتها أمانة الرياض، والتسهيلات الواسعة التي قدمتها حتى تكامل المشروع بجميع مراحله وعناصره.
وأقيم المشروع على ثلاث مراحل؛ الأولى: تنفيذ الأبراج المصمكية والأروقة. والمرحلة الثانية تنفيذ الأعمال الفنية والمدنية المتبقية من المشروع. والثالثة: هي الأعمال المدنية.
وتم الانتهاء من جميع المراحل الفنية ومن الأعمال المدنية الخدمية في المشروع كالمسجد والتشجير، والنوافير في منطقة المجسم ونقطة التفتيش التي استكملت بالتنسيق مع إدارة المشروعات التطويرية بوزارة الداخلية.
وبالتنسيق مع أمانة منطقة الرياض سيتم استثمار منطقة خدمات المشروع بإقامة محطة وقود وصراف وخدمة سيارات وسوبر ماركت.