تتخذ الجماهيرية الليبية موقفاً خاصاً من الاحتفال بعيد العمال العالمي في الأول من مايو، يستند إلى فلسفة الحكم الجماهيرى القائمة على أساس اعتبار العمال "منتجين وشركاء" وليسوا "أجراء" واعتبار أن العمال يخضعون فى مختلف النظم الأخرى خاصة الغربية للاستغلال. وفى ليبيا يوجد "إتحاد المنتجين" وليس العمال كما هو في معظم دول العالم الاخرى. ومن هذا المنطلق تحرص الجماهيرية في مناسبة أول مايو من كل عام على تأكيد هذا الموقف وتوجيه النقد الشديد للاحتفال بهذا العيد معتبرة إياه يوما "للتدليس والتدجيل على الشغيلة"، حسبما رأى تعليق مطول لوكالة الجماهيرية للأنباء أمس الجمعة. وقالت الوكالة: "يصادف يوم غد السبت الأول من شهر مايو، يوم التدليس والتدجيل على الشغيلة والذي يسمى زورا وبهتانا بعيد العمال. وقد أكدت الأزمة المالية العالمية التي هي في الأساس أزمة أمريكية، والتي لم يزل العالم يعاني تداعياتها؛ حقيقة فشل النظام الرأسمالي القائم على تكدس الأموال في يد طبقة واحدة ، بينما الأغلبية الساحقة محرومة من الثروة .ويشهد العالم كيف تستغل الطبقة الرأسمالية هذه الأزمة لخدمة مصالحها ، من خلال إستئثار أرباب عمل المصانع والشركات المملوكة لهذه الطبقة ، بالمزيد من ثروات مجتمعات النظام الرأسمالي عبر ما يسمى بحزم الإنقاذ والإنعاش والتحفيز الاقتصادي بينما تقوم هذه الطبقة بتشريد الآف العمال الأجراء بدعوى مواجهة هذه الأزمة ، مكرسة واقع الإستغلال والظلم والعسف في المجتمعات التقليدية التي تسودها القواعد والعلاقات الظالمة". وقالت وكالة الأنباء الليبية: "لم تزل المواثيق التقليدية لحقوق الإنسان والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية العاملة في هذا المجال، قاصرة عن الاعتراف بأن حق العامل في عائد جهده دون استغلال هو أحد الحقوق الأساسية للإنسان. ولم تزل هذه المواثيق والمنظمات والهيئات التقليدية، تغض الطرف عن الإنتهاكات المتزايدة لهذا الحق خاصة مع هذه الأزمة في المجتمعات الغربية الرأسمالية التي تستند الديكتاتورية الحزبية فيها على الطبقة الرأسمالية. وتدل الأرقام والاحصائيات التي تتداولها وسائل الإعلام العالمية بشكل شبه يومي حول تصاعد حركة العمال وإضراباتهم على زيادة الوعي لدى الشغيلة بالخدعة الكبرى التي وقعوا تحت طائلتها قرابة ( 123) عاما ، أي منذ العام 1886". وقالت الوكالة إنه "فيما يعاني عمال العالم هذا الواقع الماسأوي ، فإن المنتجين في الجماهيرية العظمى حققوا في الفاتح من سبتمبر عام 1978 ، انتصارا عظيما بفعل ثورة الفاتح العظيم بإعلان ثورة المنتجين لتحرير العمال من عبودية الأجرة وتحويلهم من أجراء إلى شركاء ، وهو يوم العيد الحقيقي للعمال في جميع أنحاء العالم. وقد تعزز هذا الانتصار بما نص عليه المبدأ الحادي عشر من مبادئ الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في عصر الجماهير التي أصدرتها المؤتمرات الشعبية الأساسية بالجماهيرية العظمى في الثاني عشر من شهر يونيو عام 1988.فقد أكد هذا المبدأ ، أن حق العمل هو واجب وحق لكل فرد في حدود جهده أو شراكة مع آخرين، و أن لكل فرد الحق في إختيار العمل الذي يناسبه". وأشارت إلى حديث للقائد معمر القذافي بهذا الخصوص قال فيه: "إن الحل هو بتطبيق قاعدة شركاء لا أجراء التي أوضحها الفصل الثاني من الكتاب الأخضر والتي نوجهها للعالم"، داعيا إلى وجوب أن نوصلها للشغيلة في كل مكان من العالم ليتحول العمال من إجراء إلى شركاء.