تمكنت مجموعة "تاليس" الفرنسية المتخصصة في تقنية المعلومات الفضائية والدفاعية والأمنية من صناعة جوال أطلقت عليه اسم "تيوريم" لا يمكن اختراقه بالتنصت عليه أو رصد مكالمات المتحدث. وسيجعل "تيوريم" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول رئيس للجمهورية الفرنسية وثاني رئيس في العالم بعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتمكن من التحدث مع كبار مستشاريه دون الخوف من تنصت أجهزة المخابرات الأجنبية على مكالماته. وكشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الرئيس ساركوزي اختبر بالفعل موبايل تيوريم أو جوال "النظرية" باللغة العربية لدى زيارته يوم 6 يناير الحالي لمجموعة تاليس. ويتميز هذا الجوال بالقدرة على استخدام شبكات الهواتف الثابتة والجوال بما فيها القدرة على الاتصال بالجوال من نوعية "أي فون" المتصل بشبكة الإنترنت. وأضافت الصحيفة أن "تيوريم" سيجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول رئيس للجمهورية الفرنسية وثاني رئيس في العالم بعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتمكن من التحدث مع كبار مستشاريه بخصوص القضايا الحساسة سواء كانت تتعلق بالأمن القومي الفرنسي أو بالسياسة الخارجية أو حتى بصندوق شفرة الأسلحة النووية الفرنسية دون الخوف من تنصت أجهزة المخابرات الأجنبية على محادثته الهاتفية، ويجعل الحكومة الفرنسية ثاني حكومة في العالم بعد الإدارة الأمريكية تتحدث عن أسرار أمنها القومي دون الخوف من الرصد والتصنت وعمليات التجسس. وذكرت مصادر مجموعة "تاليس" الفرنسية المتخصصة في تقنية المعلومات الفضائية والدفاعية والأمنية أن الجوال "تيوريم" صمم خصيصاً بطلب من الأمانة العامة للدفاع الوطني، وهي الهيئة المكلفة في فرنسا بحماية الأسرار المتعلقة بالأمن القومي الفرنسي. وأوضحت المصادر أن مجموعة "تاليس" ستبيع نحو 20 ألف جوال من هذا النوع إلى مسؤولين فرنسيين في عام 2020 تتطلب وظائفهم التحدث بحرية عن أسرار الأمن القومي الفرنسي دون الخوف من رصد مكالماتهم. ولم تكشف تاليس عن سعر تيوريم, مشيرة إلى أن الحكومة الفرنسية هي الوحيدة التي سيسمح لها بشراء هذا الجوال, كما أنه لن يسمح بتصديره لخارج البلاد. وكان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك (1995 - 2007) هو أول من أوصى بضرورة التوصل إلى هاتف لا يمكن اختراقه بعد أن تبين لأجهزة المخابرات الفرنسية أن الأجهزة المناظرة في أمريكا وروسيا وبريطانيا على وجه الخصوص ترصد كل كلمة يتحدث بها المسؤولون الفرنسيون في هواتفهم الثابتة والمحمولة ولا سيما قبل وبعد الحرب الأمريكية على العراق. والمعروف أن شيراك تزعم المعسكر الغربي المناوئ للحرب الأمريكية على العراق، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.