أفادت صحيفة "دايلي تليغراف"، أن الرئيس السوري بشار الأسد زوّد فرنسا بمعلومات قادت إلى اعتقال الزعيم الليبي السابق معمر القذافي وقتله، مقابل تخفيف ضغوطها على دمشق. وقالت الصحيفة إن جواسيس فرنسيين كانوا ينشطون سراً في مدينة سرت، حيث لجأ القذافي، تمكنوا من نصب فخ للزعيم الليبي السابق بعد الحصول على رقم هاتفه الذي يعمل بالأقمار الإصطناعية من الحكومة السورية. واضافت أن مسؤولاً بارزاً سابقاً في الإستخبارات الليبية أكد أن الرئيس الأسد "باع القذافي في عمل من أعمال الحفاظ على الذات". ونسبت الصحيفة إلى رامي العبيدي، قوله إن الرئيس الأسد "عرض على باريس رقم هاتف القذافي مقابل تخفيف الضغط الفرنسي على دمشق، وحصل منها على وعد بتخفيف الضغوط السياسية على نظامه". واضاف العبيدي، الرئيس السابق لجهاز الأمن الخارجي للحركة التي اطاحت القذافي، أن فرنسا "كانت العقل المدبر للعملية من خلال توجيه الميليشيات الليبية المسلحة إلى موقع الكمين الذي مكّنها من اعتراض قافلة القذافي بعد هروبه من طرابلس، وكان لديها (فرنسا) اهتمام قليل بطريقة معاملته بعد اعتقاله". وأكد المسؤول الأمني الليبي السابق أن المخابرات الفرنسية "لعبت دوراً مباشراً في اعتقال القذافي، بما في ذلك قتله واعطت توجيهات بشأن القبض عليه، غير أنها لم تكترث بطريقة معاملته وما إذا كان سيتعرض للضرب، طالما أُلقي القبض عليه حياً". وقال العبيدي أن المخابرت الفرنسية بدأت ترصد محادثات القذافي عبر هاتفه الذي يعمل بالأقمار الإصطناعية وحققت اختراقاً حيوياً حين اتصل بأحد ابرز مواليه ويُدعى يوسف شاكير وبأحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المقيم في سورية. واضاف العبيدي أن المخابرات الفرنسية تمكنت نتيجة هاتين المكالمتين من تحديد موقع القذافي ورصد تحركاته، وكان اعتقاله "عملية فرنسية صرفة، رغم وجود ضباط استخبارات أتراك وبريطانيين وقوات خاصة بريطانية في سرت". وذكرت "دايلي تليغراف" أنها لم تتمكن من التحقق من هذه المزاعم من مصدر مستقل، غير أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لعب دوراً قيادياً في مهمة منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، وحشد الضغوط الدولية للتأثير على نظام الرئيس الأسد. وقالت إن مزاعم العبيدي تلت تصريحات ادلى بها محمود جبريل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية ويتزعم الآن واحداً من أكبر الأحزاب السياسية في ليبيا، وأكد فيها تورط "عميل أجنبي في العملية التي قُتل فيها القذافي". واضافت أن جبريل لم يحدد جنسية العميل الأجنبي، لكن صحيفة ايطالية نقلت عن ديبلوماسيين غربيين في طرابلس ترجيحهم بأن يكون فرنسياً، فيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية نفي أو تأكيد هذه المزاعم.