سلم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رسالة للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق التي وصلها بعد مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك بشرم الشيخ. وبحث الفيصل في دمشق عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف حيال بعض القضايا في مقدمتها المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية ونتائج الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى سوريا ، والوضع في العراق. وكان الفيصل أكد تطابق وجهات النظر بين المملكة ومصر إزاء مختلف التطورات في المنطقة العربية. وقال سموه في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب لقائه بفخامة الرئيس مبارك بشرم الشيخ اليوم وتسليمه رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن المبادرة العربية ما زالت موجودة وجاهزة للتطبيق، معرباً عن اعتقاده بأن هذه المبادرة قادرة على إنهاء الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ولصالحهما. وأضاف سموه أن المبادرة حزمة متكاملة لا يمكن تغييرها بأي حال من الأحوال لأنها متوازنة ومتكاملة.. وقال إنه لا يوجد جديد يتعلق بهذه المبادرة حتى الآن، معرباً عن أمله في أن يتم تبنيها من قبل كل الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط قبل أن يضيع الوقت. ورداً على سؤال حول ما إذا كان سموه قد حصل على موافقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال مقابلته له مؤخراً على التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية قال الفيصل "لم نتطرق في الواقع خلال اللقاء مع مشعل لهذا الموضوع لأن ملف المصالحة الفلسطينية بالكامل في يد الإخوة المصريين"، موضحاً أنه طلب من مشعل أن يوضح أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية، بمعنى هل هي قضية عربية أم أنها قضية تتبع طرفاً آخر، وإذا كانت حركة حماس تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول فلماذا لا تقف مع توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل بالنسبة للقضية الفلسطينية. وقال سموه إن مشعل رد على ذلك علناً، مؤكداً عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل. وفيما يتعلق بزيارة سموه لدمشق اليوم قال إن الأوضاع في المنطقة تتعرض إلى تقلبات كثيرة ومن الضروري في مثل هذه الفترة بالذات أن تزداد الاتصالاتً العربية، مشيراً إلى أن زيارته إلى دمشق تأتي لهذا الغرض وليس لأي سبب آخر. وحول موقف المملكة من اعتداءات المتسللين أكد سموه أن المملكة تدافع عن أرضها وتؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن أرضها ووحدة ترابها ووحدة شعبها، مشدداً على وقوف المملكة مع اليمن قلباً وقالباً في هذا التوجه. وأضاف سموه "أما بالنسبة لموقفنا من المتسللين فهو معروف، فنحن ندافع عن أرضنا ولن نتهاون في هذا الأمر". ومن جهته أوضح معالي وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن اللقاء بين الرئيس مبارك والفيصل تناول بشكل مستفيض التطورات في منطقة الشرق الأوسط ورؤية الطرفين لها، مؤكداً تطابق وجهات النظر بين البلدين حيالها. وقال أبو الغيط إن الرئيس مبارك استمع من الفيصل إلى رؤية المملكة إزاء الموقف في اليمن والمشكلات التي يثيرها المتسللون على الحدود وما يمكن أن يترتب عنه من تدخلات أجنبية. وعما إذا كانت اليمن ستصبح جبهة جديدة للحرب على الإرهاب في المنطقة، وهل هناك تنسيق عربي خاصة بين مصر والمملكة لمواجهة هذا التطور المحتمل، قال وزير الخارجية المصري إن هذا الموضوع محل نقاش دائم بين مصر والمملكة على كل المستويات وكل الأجهزة. وعما إذا كانت هناك أفكار مصرية جديدة سيطرحها الوفد الوزاري المصري خلال زيارته إلى واشنطن قال أبو الغيط نحن نكرر الأفكار المصرية التي سبق أن تحدثنا عنها مرات ومرات وتتمثل في مطالبة مصر بدولة فلسطينية مستقلة على مجمل أرض خطوط 1967 تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل وأن تكون دولة متماسكة الأطراف والأجزاء، أما فيما يتعلق بالقدس الشرقية فإنها عاصمة هذه الدولة، ونحن نطالب بتسوية عادلة لقضية اللاجئين على أساس المبادرة العربية.