نفى وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ان يكون ناقش مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية خلال مقابلته له مؤخرًا في الرياض توقيع حماس على الورقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وقال سموه فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره المصرى السيد أحمد أبو الغيط إنه لم يتطرق خلال لقائه مع مشعل لهذا الموضوع؛ لأن ملف المصالحة الفلسطينية بالكامل في يد إخواننا المصريين، لكنه طلب من مشعل أن يوضح أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية؟ بمعنى هل هي قضية عربية أم إنها قضية تتبع طرفًا آخر؟ وإذا كانت حركة حماس تسعى الى توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول، فلماذا لا تقف مع توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل بالنسبة للقضية الفلسطينية؟ وقال الفيصل إن خالد مشعل رد على ذلك علنًا مؤكدًا عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل. وفيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، قال سعود الفيصل إن الأوضاع في المنطقة تتعرض إلى تقلبات كثيرة، ومن الضروري في مثل هذه الفترة بالذات أن تزداد الاتصالات العربية، مشيرًا إلى أن زيارته إلى دمشق تأتي لهذا الغرض وليس لأي سبب آخر. وحول موقف ردع المملكة للمتسللين قال الفيصل “إننا في السعودية ندافع عن أرضنا ونؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن أرضها ووحدة ترابها ووحدة شعبها، ونحن مع اليمن قلبًا وقالبًا في هذا التوجه، أما بالنسبة لموقفنا من المتسللين فهو معروف فنحن ندافع عن أرضنا ولن نتهاون في هذا الأمر”. وردا على سؤال حول وضع مبادرة السلام العربية حاليًّا في ضوء تجمد عملية السلام قال الفيصل “إن هذه المبادرة موجودة وجاهزة للتطبيق، ونحن نعتقد أن هذه المبادرة قادرة على إنهاء الصراع بين الجانبين ولصالحهما”، وأعرب عن أمله في أن يتم تبني هذه المبادرة من قبل كل الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط قبل أن يضيع الوقت، إلاّ أنه قال: “لا يوجد جديد يتعلق بهذه المبادرة حتى الآن”، ووصف الفيصل المبادرة العربية بأنها “حزمة متكاملة لا يمكن تغييرها بأي حال من الأحوال لأنها مبادرة متوازنة ومتكاملة”. من جانبه قال أبو الغيط وزير الخارجية المصري بأن اللقاء بين الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس تناول بشكل مستفيض التطورات في منطقة الشرق الأوسط ورؤية الطرفين المصري والسعودي لها، مؤكدًا تطابق وجهات النظر بين البلدين حيالها، وقال إن المشاورات تطرقت إلى جهود السلام في منطقة الشرق الاوسط ومحاولات إحياء جهود السلام، والزيارة المستقبلية للوفد الوزاري المصري إلى واشنطن في الثامن من الشهر الحالي. وقال أبوالغيط إن الرئيس مبارك استمع من الأمير سعود الفيصل رؤية المملكة إزاء الموقف في اليمن والمشكلات التي يثيرها الحوثيون على الحدود بين المملكة واليمن، وما يمكن أن يترتب عنه من تدخلات أجنبية. وأكد أبوالغيط تطابق رؤية مصر والمملكة فيما يتعلق بمختلف التطورات الإقليمية في المنطقة، مشددًا على وقوف مصر إلى جوار المملكة ومساندتها في كل الإجراءات والجهود للتصدي لأية محاولات لاختراق حدودها. أكد صاحب السمو الملكى الامير سعود الفيصل وزير الخارجية عقب استقبال الرئيس مبارك لسموه تطابق وجهات النظر بين المملكة ومصر إزاء مختلف التطورات في المنطقة. وعما إذا كانت اليمن ستصبح جبهة جديدة للحرب على الإرهاب في المنطقة، وهل هناك تنسيق عربي خاصة بين مصر والمملكة لمواجهة هذا التطور المحتمل؟ قال ابوالغيط إن هذا الموضوع محل نقاش دائم بين مصر والمملكة على كل المستويات وكل الأجهزة. وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أفكار مصرية جديدة سيطرحها الوفد الوزاري المصري خلال زيارته إلى واشنطن، قال أبو الغيط “نحن نكرر صباحًا ومساء الأفكار المصرية التي سبق أن تحدثنا عنها مرات ومرات وتتمثل في مطالبة مصر بدولة فلسطينية مستقلة على مجمل أرض خطوط 1967 تعيش في سلام وأمن مع اسرائيل، وان تكون دولة متماسكة الأطراف والأجزاء، أما فيما يتعلق بالقدس الشرقية فإنها عاصمة هذه الدولة، ونحن نطالب بتسوية عادلة لقضية اللاجئين على أساس المبادرة العربية، وبالتالي فهي الكيفية التي يمكن أن يروج لها هذا الطرح المصري في ضوء ما هو قادم من الولاياتالمتحدة والتطورات التي تحدث”. وأكد مجددًا أنه لا توجد أفكار مصرية جديدة وإنما هي ذات الأفكار المعلنة من قبل، معربًا عن أمله في أن يقتنع الطرف الأمريكي بها، وأن يتبناها، وأن يدفع بها مع إسرائيل. من جهة أخرى بدأ وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد ظهر أمس، وقالت مصادر دبلوماسية عاملة في العاصمة السورية مواكبة للزيارة ان مباحثات الجانبين ستطاول مختلف الملفات الساخنة في المنطقة فضلا عن العلاقات الثنائية. وكان الفيصل وصل الى دمشق ظهر امس وتوجه مباشرة للقاء الرئيس الاسد لإجراء مباحثات مشتركة تتعلق بأوضاع المنطقة والعالم العربي، ونقلت مصادر سورية شبه رسمية مواكبة لزيارة الفيصل قولها إن تلك الزيارة تهدف لبحث ملفات مشتركة لمتابعة ما تم وضعه في أجندة لقاءات القيادتين السورية والسعودية خلال الاشهر الماضية.