تلقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق بآخر تطورات الأوضاع بالمنطقة وجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وتنسيق المواقف العربية، وذلك خلال استقباله لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بمنتجع شرم الشيخ. وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد، كما حضرها سفير المملكة بالقاهرة السفير هشام محيي الدين ناظر. وأكد وزيرا خارجية البلدين أحمد أبو الغيط وسعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء، تطابق وجهات النظر بين بلديهما إزاء مختلف التطورات في المنطقة. وردا على سؤال حول ما إذا كان سمو الأمير سعود الفيصل قد حصل على موافقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خالد مشعل خلال مقابلته له مؤخرا على التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية قال سمو الأمير وزير الخارجية، إنه لم يتطرق في الواقع خلال لقائه مع مشعل لهذا الموضوع لأن ملف المصالحة الفلسطينية بالكامل في يد إخواننا المصريين، وأنه قد طلب من مشعل أن يوضح أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية، بمعنى هل هي قضية عربية أم أنها قضية تتبع طرفا آخر؟ وإذا كانت حركة حماس تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول فلماذا لا تقف مع توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل بالنسبة للقضية الفلسطينية؟. وأضاف الفيصل "إن خالد مشعل رد على ذلك علنا مؤكدا عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل". وفيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية إلى دمشق التي جرت أمس، قال الفيصل "إن الأوضاع في المنطقة تتعرض إلى تقلبات كثيرة، ومن الضروري في مثل هذه الفترة بالذات أن تزداد الاتصالات العربية"، مشيرا إلى أن زيارته إلى دمشق تأتي لهذا الغرض وليس لأي سبب آخر. وحول موقف المملكة من عمليات الحوثيين، قال الفيصل "إننا في المملكة ندافع عن أرضنا ونؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن أرضها ووحدة ترابها ووحدة شعبها، ونحن مع اليمن قلبا وقالبا في هذا التوجه، أما بالنسبة لموقفنا من المتسللين فهو معروف فنحن ندافع عن أرضنا ولن نتهاون في هذا الأمر". وردا على سؤال حول وضع مبادرة السلام العربية حاليا في ضوء تجمد عملية السلام قال الفيصل "إن هذه المبادرة موجودة وجاهزة للتطبيق، ونحن نعتقد أن هذه المبادرة قادرة على إنهاء الصراع بين الجانبين ولصالحهما"، وأعرب عن أمله في أن يتم تبني هذه المبادرة من قبل كل الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط قبل أن يضيع الوقت، إلا أنه أكد "لا يوجد جديد يتعلق بهذه المبادرة حتى الآن". ووصف المبادرة العربية بأنها "حزمة متكاملة لا يمكن تغييرها بأي حال من الأحوال لأنها مبادرة متوازنة ومتكاملة". وعما إذا كانت اليمن ستصبح جبهة جديدة للحرب على الإرهاب في المنطقة، وهل هناك تنسيق عربي خاصة بين مصر والمملكة لمواجهة هذا التطور المحتمل ؟ قال أبو الغيط "إن هذا الموضوع محل نقاش دائم بين مصر والمملكة على كل المستويات وكل الأجهزة". ومن جانبه، وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أفكار مصرية جديدة سيطرحها الوفد الوزاري المصري خلال زيارته إلى واشنطن، قال أبو الغيط "نحن نكرر صباحا ومساء الأفكار المصرية التي سبق أن تحدثنا عنها مرات ومرات وتتمثل في مطالبة مصر بدولة فلسطينية مستقلة على مجمل أرض خطوط 1967 تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل، وان تكون دولة متماسكة الأطراف والأجزاء، أما فيما يتعلق بالقدس الشرقية فإنها عاصمة هذه الدولة، ونحن نطالب بتسوية عادلة لقضية اللاجئين على أساس المبادرة العربية، وبالتالي فهي الكيفية التي يمكن أن يروج لها هذا الطرح المصري في ضوء ما هو قادم من الولاياتالمتحدة والتطورات التي تحدث". وأكد أبو الغيط مجددا أنه لا توجد أفكار مصرية جديدة وإنما هي ذات الأفكار المعلنة من قبل، معربا عن أمله في أن يقتنع الطرف الأمريكي بها وأن يتبناها وأن يدفع بها مع إسرائيل. وأشار أبو الغيط إلى أن اللقاء بين الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل تناول بشكل مستفيض التطورات في منطقة الشرق الأوسط ورؤية الطرفين المصري والسعودي لها، مؤكدا تطابق وجهات النظر بين البلدين حيالها، وقال إن المشاورات تطرقت إلى جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط ومحاولات إحياء جهود السلام، والزيارة المستقبلية للوفد الوزاري المصري إلى واشنطن في الثامن من الشهر الجاري. وأكد أبو الغيط تطابق رؤية مصر والسعودية فيما يتعلق بمختلف التطورات الإقليمية في المنطقة، مشددا على وقوف مصر إلى جوار السعودية ومساندتها في كل الإجراءات والجهود للتصدي لأي محاولات لاختراق حدودها. ويأتي لقاء الفيصل مع الرئيس مبارك فى إطار حركة نشطة للغاية تشهدها عدد من المدن العربية، شرم الشيخ، القاهرة، الرياض، عمان، دمشق، رام الله والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جدية عربية كاملة فى تحريك عملية السلام التي توقفت تماما بسبب استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تأتي بعد إعلان الجانب الأمريكي عن أفكار بإقامة الدولة الفلسطينية في غضون عامين.