قالت مصادر من المعارضة السورية اليوم الأحد إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً مضاداً؛ لتخفيف حدة الحصار الذي يفرضه الجيش على معاقلهم في مدينة حمص وسط البلاد، واخترقوا تشكيلات القوات الحكومية في الشمال والغرب. وتقع حمص على بعد 140 كيلومتراً إلى الشمال من دمشق، عند طريق حيوي، يربط بين قواعد الجيش على الساحل، حيث تعيش نسبة كبيرة من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، والقوات الحكومية في العاصمة دمشق.
وتقول مصادر من مقاتلي المعارضة إن الجانبين تكبدا خسائر فادحة منذ أن شنّ الجيش هجوماً قبل عشرة أيام لاستعادة أحياء الخالدية والقصور وحمص القديمة، التي تمركزت فيها كتائب المعارضة المسلحة أشهراً.
وتقدم المقاتلون المتمركزون في محافظتي حماة وإدلب تجاه حمص مطلع الأسبوع الجاري قادمين من الشمال، في حين هاجمت كتائب من ريف حمص مواقع حكومية في حي "بابا عمرو" الغربي. واجتاحت قوات الجيش هذا الحي بعد حصار طويل قبل عام، وقام "الأسد" بزيارته في وقت لاحق.
وقال "أبو عماد"، وهو نشط معارض من حمص: إن دوي القصف الجوي لحي "بابا عمرو" هز المدينة. وأضاف بأن الوضع مضطرب في جميع أنحاء حمص، لكن المؤكد أن النظام يبذل جهوداً مضنية للتصدي لكتائب مقاتلي المعارضة التي اخترقت حي بابا عمرو من المناطق الريفية المحيطة به.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية "سانا": "اشتبكت وحدة من جيشنا الباسل مع مجموعة إرهابية مسلحة حاولت التسلل من منطقة السلطانية إلى حي المجدرة في بابا عمرو، وأوقعت عدداً من أفرادها قتلى ومصابين". وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الإعلام المستقلة من دخول البلاد.
وصارت مدينة حمص، التي تضم إحدى مصفاتي النفط في سوريا، ساحة رئيسية للمعارك في الانتفاضة المستمرة منذ عامين ضد "الأسد". وتضم المدينة خليطاً من السنة والعلويين الذين يهيمنون على السلطة في سوريا منذ عقود. وقالت المصادر إن مقاتلي المعارضة صدوا محاولات عدة من الجيش للسيطرة على الخالدية باستخدام قوات المشاة طوال الأيام العشرة الماضية؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.