شيَّع المئات من أهالي عسير والقادمين من مناطق أخرى مختلفة، بعد ظهر اليوم، شيخ شمل قبائل آل كناد عبيدة قحطان رئيس مركز الحمضة التابع للمنطقة، الشيخ عائض بن ذيب القنطاش، الذي قُتل الثلاثاء الماضي أمام المحكمة بمركز العرين على يد أحد أبناء عمومته إثر خلاف بينهما. وأدى المشيعون الصلاة على "القنطاش" بجامع خميس مشيط الكبير، وتقدمهم الشيخ أحمد الحواشي، ثم نُقل جثمان الفقيد إلى قريته بعرين قحطان، وتم دفنه هناك.
وحصلت "سبق" على تفاصيل مقتل شيخ آل كناد، الذي كانت بينه وبين الجاني مفلح سعيد مسفر بن منيف دعوى قضائية تنظرها محكمة العرين؛ بسبب خلاف على قطعة أرض بقرية الغرس، وفي يوم الثلاثاء كان الشيخ القنطاش موجوداً بالمحكمة لمتابعة سير الدعوى، وأثناء خروجه من المحكمة كان الجاني ينتظره خارجها بعد أن نزع لوحات سيارته، وبادر بإطلاق النار من مسدس كان بحوزته على القنطاش، واخترقت الرصاصة الأولى ثوب المجني عليه من بين رجليه دون أن تصيبه؛ فتبعها برصاصة أخرى استقرت في قلب المجني عليه.
وعندما سقط الشيخ القنطاش أرضاً استل الجاني سلاحاً أبيض بحوزته "الجنبية"، وسدَّد له طعنة في وجهه وثانية في الجبهة ثم أجهز عليه ولاذ بالفرار من موقع الحادث، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من مطاردته وإيقافه بعد أن صدموا سيارته من الخلف.
وكانت قبائل آل كناد بقيادة الشيخ حسين بن ذيب القنطاش، الذي حلّ محل أخيه، قد قاموا بتوجيه الدعوة لقبيلة الجاني إلى منزل الفقيد للمشاركة معهم في استقبال المعزّين مع بقية أفراد القبيلة تأكيداً على براءة من لا ذنب له.
وتعدّ هذه البادرة من أسرة القنطاش في اقتصار الذنب على المذنب؛ للحيلولة دون تأزيم مثل هذه القضايا.
وكانت أسرة القنطاش قد التقت في وقت سابق أمير منطقة عسير فيصل بن خالد، الذي قدَّم لهم العزاء في وفاة الشيخ القنطاش، وتلقى عدداً من طلباتهم، التي كان أبرزها تعيين ابن الفقيد حسين بن عايض القنطاش رئيساً لمركز الحمضة خلفاً لوالده، ووجَّه أمير عسير بتنفيذ مطالبهم.
جدير بالذكر أن الشيخ عائض القنطاش (45 عاماً) عُرف بجهوده في إصلاح ذات البين بين القبائل، والسعي من أجل إعتاق الرقاب وإنهاء الخلافات، كما عُرف بطلاقة لسانه وقوة حجته وإقناعه وتصدره لمشيخة قبيلته رغم صغر سنه بعد وفاة والده.
وشهدت أيام العزاء توافد المئات من المناطق كافة لتقديم العزاء لذويه.