شيع ما يزيد عن 200 شخص الطفلة البكر لوالديها "ليال"، والتي كانت ضحية إهمال وخطأ طبي تورط به فريق طبي بمستشفى الأطفال بالطائف، وأدى ذوو الطفلة وأقاربها من قبيلة الحنشة بميسان بلحارث جنوبالطائف صلاة الميت عليها عصر اليوم بجامع أبي بكر الصديق بقرية غياض، وانتقلوا لدفنها بمقبرة في قرية الشعبة وسط حضور كثيف من المشيعين الذين قدموا مواساتهم وتعزيتهم لوالدها الذي بدا عليه التأثر؛ كونها مولودته البكر بعد حداثة عهده بالزواج. المُشيعون لجنازة الطفلة "ليال" تساءلوا عما ستتحذه الصحة حيال المتورطين في الإهمال الذي تسبب بوفاة الطفلة، وأدخل أهالي القرية في حزن عميق، مؤكدين أن الاغتيال يتواصل داخل المستشفيات التي بدأت حالها تسوء، وتزيد من اتساع دائرة الخوف لدى المراجعين المرضى الذين يضطرون لزيارتها.
وكانت أسرة الطفلة "ليال بنت تركي بن عطية الحارثي" التي لم يتجاوز عمرها شهرين، قد اتهمت الفريق المشرف على حالتها بمستشفى الأطفال بالطائف، بالتسبب في وفاتها.
والطفلة "ليال" ولدت لأسرة في إحدى قرى ميسان جنوب محافظة الطائف، وأصيبت بمتاعب عادية تحدث للأطفال حديثي الولادة، وهي "نزلة معوية مع جفاف" وفقاً لتشخيص مستشفى ميسان العام الذي أحالها لمستشفى الأطفال بالطائف, وهناك أجريت لها الفحوصات الطبية اللازمة وتقرر تنويمها بمرافقة والدتها منتصف الأسبوع الماضي.
ومن هنا بدأت تفاصيل المعاناة, حيث كانت الممرضات يتناوبن على الطفلة كل أربع ساعات لسحب عينات من دمها وفقاً لتوجيهات المشرف على الحالة، حتى بات الأمر مستغرباً من قبل والدتها ورأفت بحال طفلتها الرضيعة التي لا تتحمل ذلك السحب المتواصل لدمها, ما دفعها لإبلاغ الطبيب ومحاولتها منع الممرضات.
والد الطفلة "تركي بن عطية الحارثي" تقدم بشكوى عاجلة حيال ذلك الأمر، وأكد أن سحب الدم من طفلة لم تتجاوز شهرين من عمرها، يعد أمراً غير مقبول، وفقاً لما ذكر في شكواه التي تمت إحالتها للمتابعة دون أي رد أو منع لذلك السحب من دم الطفلة.
وقال والد الطفلة "ليال" ل "سبق" إن ابنته تعرضت لإهمال وخطأ، بدأ في التشخيص ثم في التعامل مع الحالة من قبل الممرضة والطبيب المشرف على الحالة، وإنه ينتظر الإجراءات التي ستتم, مبدياً أسفه على تجاهل الشكوى الأولى التي تمثلت في عدم رضاه عن سحب الدم المتواصل من طفلته.
وشرعت لجنة رسمية مشكلة من إدارة المتابعة بالشؤون الصحية بمحافظة الطائف في مجريات التحقيق مع الممرضة والمشرف على حالة الطفلة, كما تم استجواب والدتها باعتبارها مرافقة لها، وبانتظار ما سيصدر عن تلك اللجنة, في الوقت الذي ادّعى المشرفون على حالة الطفلة أن استنشاق الطفلة للحليب بالرئة، أثناء إرضاعها, تسبب في وفاتها، وألقوا باللائمة على والدتها دون أي مسؤولية من قبلهم.
الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان أفاد في تصريحه ل "سبق" أن مندوب المتابعة الذي يعمل على مدار الساعة تم إبلاغه عن الحالة عبر هاتف الشكاوى، وبدوره توجه إلى مستشفى الأطفال وتابع الحالة وحرر الواقعة في محضر لإدارة المتابعة بصحة الطائف.
وقال الحميدان: "صدرت توجيهات مدير الشؤون الصحية بالطائف الدكتور عبدالرحمن كركمان بتكوين لجنة مختصة للنظر في الشكوى والإفادة"، مؤكداً أن اللجنة بدأت أعمالها في القضية.
ليلة أمس كانت نهاية الطفلة المأساوية، إذ عندما بدأت والدتها في إرضاعها صناعياً حضرت ممرضة فلبينية في المساء, وحقنت الطفلة ببرواز علاج لم تكمل بعده خمس دقائق ليتغير وضعها الصحي للأسوأ, حيث دخلت في غيبوبة، وتعرضت لضيق تنفس أدى لنقلها للعناية المركزة بشكل فوري, وظلت حتى الواحدة والنصف من فجر اليوم، عندما تم الإعلان عن وفاتها.
وتسلم ذوو الطفلة جثتها وغسلوها على أن يصلوا عليها عصر اليوم في مسقط رأسها في ميسان جنوب محافظة الطائف.