أنهت مُديرية الشؤون الصحية بمحافظة الطائف التحقيقات مع الفريق الطبي المتورط في واقعة المقص الطبي المكسور الشهيرة، بعد نسيانه ببطن مواطن كان قد توفي لاحقاً بعد مُضاعفات حصلت له بسببه، فيما كانت "سبق" انفردت بنشر القضية ومُتابعتها. وقال الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان في تصريحه ل"سبق": تمت إحالة أوراق القضية كاملةً بعد الانتهاء من التحقيقات مع الفريق الطبي المعني بواقعة نسيان المقص الطبي ببطن مواطن بعد إجراء عملية مُسبقة للهيئة الطبية الشرعية، فيما يُنتظر مُتابعتها من قبل قاضي الهيئة.
وبين الحميدان بأنه جرى إبلاغ ابن المواطن المتوفى والذي قدم الشكوى، ليتواصل مع الهيئة والتي ستُحدد معه موعد الجلسات الخاصة بالنظر في القضية.
وكانت "سبق" قد حصلت على صورة مُبكرة من تقرير طبي صادر من مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، يؤكد العثور على مقص مكسور ببطن مواطن ستيني، تم نسيانه بعد عملية استئصال ورم سرطاني أُجريت له بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي.
وقد أعلنت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة في وقتٍ سابق عن وفاة مريض، نُوِّم بالعناية المركزة لديها بعد اكتشاف مقص طبي مكسور داخل بطنه، إثر عملية أُجريت له بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف.
وأُجريت للمريض عملية جراحية بالمدينة الطبية لاستخراج المقص الذي تسبب في غرغرينا أدخلته في متاعب صحية؛ وأُجريت له عملية ثانية لاستئصال الغرغرينا من بطنه، لكنه تُوفِّي بسبب مضاعفاتها.
وكان المواطن "م ع م القرشي" (68 عاماً) قد شعر بألمٍ شديد في بطنه، وتوجّه إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، وهناك تم استقباله، وأُجريت له الفحوصات الطبية، وشُخّصت حالته باكتشاف ورم بين الأمعاء والمستقيم، وخضع لعملية استئصال الورم عن طريق قص جزء من الأمعاء مع إجراء توصيلة لها، وأمضى قرابة الشهر منوَّماً بالمستشفى، يكابد الألم المستمر في بطنه، وقال الأطباء إن ذلك الألم أمر طبيعي نتيجة العملية لحين خروجه من المستشفى.
وبعد أسبوعين من خروجه اشتد ألم بطنه عليه؛ ما دفع أبناءه للتوجُّه به لمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، وكان على موعد لأخذ جرعات من الكيماوي، وبعد أن أُجريت له الفحوصات الطبية اللازمة تم الكشف عن قطعتَيْن من مقص طبي مكسور داخل بطنه، إحداهما قريبة من الحالب، والأخرى بالجانب الأيمن، وكان الألم بسبب ذلك.
وتولى أطباء مدينة الملك عبدالله الطبية إجراء عملية للمواطن الستيني؛ لاستخراج المقص الطبي من بطنه، وتخليصه منه، وتم لهم ذلك ولكن المُضاعفات جراء بقاء المقص في بطنه حتى أن تم كشفه وتسببه في الغرغرينا، ساهمت بعد قدرة الله سبحانه وتعالى في وفاته.