شكلت هيئة حقوق الإنسان عددا من الفرق الميدانية للإسهام في رصد حجم المعاناة الإنسانية التي حدثت في جدة جراء السيول والأمطار الغزيرة، وما خلفته من أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، والوقوف على ماتقوم به الجهات الحكومية المعنية لتنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله للكشف عن جوانب القصور والمساهمة في تخفيف آثار هذه الفاجعة واقتراح وضع الحلول الكفيلة بذلك. وعلمت " سبق" من مصادرها أن رئيس الهيئة وبعض مسؤوليها سيقومون بعد ظهر اليوم الأربعاء بزيارة للاماكن المتضررة. ونوه رئيس الهيئة الدكتور بندر بن محمد العيبان بما أمر به خادم الحرمين الشريفين من تعويضات لأسر الضحايا والمتضررين جراء السيول والأمطار التي هطلت على محافظة جدة وما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات، وماقام به من متابعة شخصية لهذه الأحداث المأساوية، وتوجيهه بتكوين لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وعضوية عدد من الجهات المعنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب هذه الفاجعة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها، وحصر شهداء الغرق والمصابين والخسائر في الممتلكات وتمكين هذه اللجنة من أداء المهام المناطة بها بتفرغ تام، وبإعطائها كامل الصلاحيات والوسائل التي تساعدها على تنفيذ عملها، بما في ذلك حق استدعاء أي شخص أو مسئول كائناً من كان لمساءلته، وتشخيص جوانب القصور. ورأى أن هذه الإجراءات التي وجه بها الملك المفدى تؤكد ما يوليه من أهمية ومتابعة لكل ما يخص حياة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من ممارسة حياتهم بكل راحة وطمأنينة في هذا البلد الأمين. وقال العيبان: إن حجم هذه الفاجعة كان وكبيراً، وما وجه به خادم الحرمين الشريفين من إجراءات للتصدي لكارثة جدة وتحديد المسؤولية فيها والمسئولين عنها، ومحاسبة المقصرين جهاتًا وأشخاصاً يعكس حرصه - أيده الله- ،على ضرورة ووجوب بذل كل الجهود الممكنة للمحافظة على حياة الإنسان وكرامته، وحماية حقوقه وممتلكاته ومصالحه، وعدم التهاون بذلك. في غضون ذلك , تتواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين, فيما شهدت أسعار الإيجارات ارتفاعا" ملحوظا" في بعض أحياء جدة في الفترة الحالية خصوصا في أحياء الفهد والعبيد والشفا الواقعة شرق المحافظة . وذكر مواطنون ل " سبق " أن أسعار إيجارات الشقق السكنية ارتفعت بشكل واضح عقب كارثة السيول , حيث كانت الأسعار تتراوح ما بين 18 ألف إلى 20 ألفا" قبيل الكارثة أما الآن فلا يمكن الحصول على الشقة بأقل من 30 ألف ريال ، متهمين ملاك العمائر السكنية بالجشع واستغلال وضع الكارثة التي تمر بها محافظة جدة هذه الأيام . وأكد عقاريون ل " سبق " أن ارتفاع الإيجارات في مثل هذا الوقت بالذات يعتبر أمراً طبيعياً نظرا" لكون المحافظة تمر بكارثة السيول بالإضافة لكون هذه الأحياء من الأحياء الواقعة على مرتفعات وبعيدة عن خطر السيول بالإضافة لشدة الإقبال على الشقق السكنية الغير مؤثثه من قبل بعض المواطنين الذين تضررت بيوتهم بالكامل وتحتاج إلى وقت طويل لإعادة ترميمها وكذلك المواطنين الذين سيصرفون النظر عن العودة لتلك الأحياء المتضررة مرة أخرى لأنهم مروا بتجربة صعبة جداً وقت كارثة السيول ، وبعض المتضررين الذين لا يريدون البقاء في الشقق الحالية التي لجؤا إليها حتى وإن كانت مدفوعة الإيجار إلا أنهم يبحثون في المقام الأول عن الاستقرار النهائي . عدسة : سلمان الزهراني