هل يمكن أن يغير الطالب الأمريكي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" المجتمع السعودي؟ سؤال طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" على طالب أمريكي يدرس في "كاوست"، فرد الطالب على الصحيفة بقوله إنني أستعير قول زميلي السعودي "إن حجت البقرة على قرونها" معتبراً أن هذا الأمر غير ممكن، وقال: من الممكن أن تغير "كاوست" الغرب ووجهة نظره القائمة على التحيز ضد المجتمع السعودي. وناقشت "نيويورك تايمز" في تحقيق لها عن أثر "كاوست" على المجتمع السعودي بعنوان "الرهان السعودي على بذور التغيير" قضية التغيير في المجتمع السعودي وهل يكون من الخارج أم من الداخل، وأوردت رد الطالب الأمريكي ناثان، الذي يدرس في مرحلة الماجستير من " كاوست" على مقال الصحيفة على مدونته "سعودي آجي" معتبراًً أن التحقيق متحيز للغرب، وتساءل: لماذا لا تغير "كاوست" الغرب. وقال "ناثان" الذي يعتبر نفسه جزءاً من ثقافة الشرق الأوسط الجديد في "كاوست", كما يقول عن نفسه في مدونته: كان بطل المقال بشكل غير متوقع مواطني الأمريكي وزميلي في الجامعة "بن فيرفرت". ويضيف ناثان "لقد أحسست بالحرج قليلاًً جراء ضعف الحساسية تجاه ثقافة الآخر التي سادت الموضوع، فالعنوان (الرهان السعودي) فيه ظلم للشعب السعودي الذي إستثمر وقته وماله وطاقته ليجعل من (كاوست) حقيقة، كما أن في العنوان إهانة للثقافة السعودية التي تستضيفنا على أرضها والتي ترى الرهان عملاً غير أخلاقي وغير قانوني. يقول ناثان: إن عنوان التحقيق والافتتاحية تمت صياغتهما بحرفية لتحقيق مبيعات للصحيفة، دون النظر بشكل جدي إلى جذور الثقافة السعودية، أو الفارق الدقيق الذي تمثله "كاوست " في المملكة، وأضاف: إنني أعتقد أن نغمة الموضوع كلها إما أنها تعكس تحيز الغرب بصورة قاسية، أو تعكس عدم وعي بالمجتمع السعودي والسياسات السعودية، رغم ذلك فالمقال يستحق قراءة سريعة. ورداًً على السؤال الذي يطرحه الموضوع "هل يستطيع بن فيرفت أو أي أمريكي أن يغير السعودية؟"، يقول ناثان: لا، من غير المحتمل أن يحدث هذا، لعدة أسباب منها، أولاًً أن الطلاب الأمريكيين قلة قياساًً بطلاب آخرين يفوقونهم عدداًً كالأردنيين والمصريين والإندونيسيين والصينيين والمكسيكيين، ثانياًً حتى كل هؤلاء الطلاب مجتمعين لن يغيروا المجتمع السعودي، الذي يتميز بتركيبة ثقافية شديدة التعقيد، وأنا أميل إلى قبول رأي الدكتورة صالحة محمد عابدين نائبة عميد كلية دار الحكمة الأهلية للبنات بجدة والتي تقول للصحيفة "إنك لا تستطيع تغيير المجتمع من الخارج، فالتغيير يجب أن يبنى من الداخل". ويحول "ناثان" القضية إلى الطرف الآخر فيقول" فلنفكر في شيء آخر، وهو أن التغيير يحدث في الطرفين، ويصبح السؤال: هل يمكن أن تغير "كاوست" الطالب الأمريكي "بن فيرفرت" وكل الطلاب الذين يأتون إليها؟ إنه أمر محتمل، فثلاثة أشهر في "كاوست" وبضع رحلات قليلة إلى جدة مثلت لي خبرة تغيير هائلة. يقول "ناثان": لا يزال بعض الغربيين وربما كتاب صحف يظنون خطأ أن السعوديين لا يزالون يقودون الجمال، ويحملون بنادق الكلاشنكوف، إن "كاوست" هذه المؤسسة البحثية الدولية سوف تغير ببطء هذه النظرة المتحيزة أيضاًً.