أعلنت الشرطة البريطانية الجمعة، اعتقال خمسة رجال في "لندن"، بعد ظهور تسجيلات فيديو عن "دوريات إسلامية"، تعرض أفرادها للمارة بالمضايقة؛ لأنهم مثليون، أو لأنهم يشربون الكحول، وكذلك للفتيات اللواتي يرتدين ملابس قصيرة. وتم اعتقال خمسة رجال، تتراوح أعمارهم ما بين 17 و29 عاماً منذ الأحد؛ للاشتباه بإلحاقهم ضرراً جسدياً بالغاً، وارتكاب مخالفات تتعلق بالنظام العام. واعتُقل أحدهم في أكتون في غرب "لندن"، بينما اعتقل الآخرون في شرق "لندن"، بحسب الشرطة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، عرضت على موقع "يوتيوب" تسجيلات الفيديو التي التقطها هواة في شوارع شرق "لندن"، التي تسكنها أعداد كبيرة من المسلمين. وأعرب مسؤولون في قسم المباحث عن قلقهم من تسجيل فيديو تحت عنوان "مسلمون في لندن يضايقون ويتهكمون على رجل مثلي". وسمع في التسجيل صوت يقول: "ألا تعلم أنك في منطقة مسلمة؟ أنت تسير في منطقة مسلمة مثل المثلي. عليك بالخروج من هنا. أنت قذر. أنت مثلي. اخرج من هنا أيها المثلي اللعين". ودعت رئيسة قسم المباحث ويندي مورجان، الشخص الذي تعرض للمضايقة إلى الحضور للشرطة، مؤكدة أن الشرطة "تأخذ مثل هذه التصرفات المعادية للمثليين على محمل الجد". وفي تسجيل آخر، تحت عنوان "المسلمون يطبقون الشريعة في شوارع لندن"، بتاريخ يناير 2013، يمكن سماع أصوات عدد من الرجال، يقولون لامرأة ترتدي فستاناً قصيراً: "لا ترتدي ثياباً كهذه في منطقة مسلمة". كما يطلب رجال من عدد من المحتفلين في ليلة سبت الابتعاد عن المسجد، ويطلبون من أحدهم ترك البيرة التي كان يشربها، وقال أحدهم له: "ممنوع شرب الكحول في هذه المنطقة. هذه دورية إسلامية. الكحول مصدر شر". وأدان "جامع شرق لندن" في ويتشيبل المسؤولين عن هذه "الدوريات"، وقال إنهم: "أقلية ضئيلة"، وإن أعمالهم "غير مقبولة تماماً، وتهدف بشكل واضح إلى إثارة التوترات وزرع الفرقة". وفي بيان على موقعه على الإنترنت قال "مسجد شرق لندن": إن ما يسمى ب"الدوريات الإسلامية" تعرضت لعدد من أفراد الشعب في الشوارع، أمام مبنى المسجد في وقت متأخر في الليل، وهذا أمر لا نرحب به. وأضاف: "نحن ندينهم بشكل تام. إن مسجد شرق لندن ملتزم ببناء التعاون، والانسجام بين جميع الطوائف في هذه المنطقة. وإن تصرفات هذه الأقلية الصغيرة ليس لها مكان في ديننا أو في شوارعنا". وقال المسجد في البيان: إنه أبلغ الشرطة والسلطات المحلية عن وجود هؤلاء، ودعا أي شخص يقتربون منه إلى أن يبلغ الشرطة عنهم. وأضاف البيان: "سنراقب الوضع عن كثب، وسيتحدث أئمتنا ضد هذه التصرفات".