يتحدد مساء غد الثلاثاء طرفا نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 21"، المقامة في المنامة، وذلك بلقاءين، ينطلق الأول في تمام الساعة الرابعة والربع عصراً، فيما يبدأ الثاني عند الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة مساءً. الإمارات X الكويت سيواجه المنتخب الكويتي اختباراً صعباً وتحدياً مثيراً في رحلة الدفاع عن لقبه الخليجي الثمين عندما يلتقي نظيره الإماراتي.
ويرى كل من الفريقين أن الفرصة سانحة أمامه للعبور إلى المباراة النهائية، بل التتويج بلقب البطولة بحثاً عن مجد جديد في سجلات كأس الخليج.
وأظهرت العروض التي قدمها الفريقان في الدور الأول، والنتائج التي حققها كل منهما، أن التكهن بنتيجة المباراة يُعد أمراً مستحيلاً؛ حيث يمتلك كل منهما الأسلحة التي يستطيع من خلالها حسم اللقب الغالي.
وانتزع المنتخب الإماراتي لقب الحصان الأسود في هذه البطولة، وتحولت ترشيحاته من متوسطة المستوى إلى ترشيحات قوية للغاية بشأن المنافسة على اللقب الذي أحرزه للمرة الوحيدة في تاريخه عندما استضافت بلاده البطولة عام 2007.
وترك الفريق الإماراتي بقيادة مديره الفني الوطني مهدي علي بصمة رائعة في الدور الأول للبطولة؛ ليدخل بقوة في دائرة المنافسة على اللقب الذي يحلم به الأبيض ليكون الأول له خارج ملعبه.
ورغم فارق الخبرة بين المنتخب الإماراتي، الذي يغلب عليه عنصر الشباب، كانت المهارات رائعة للاعبين، خاصة أحمد خليل الفائز بلقب أفضل لاعب آسيوي شاب في عام 2008، وعمر عبدالرحمن "عموري" الورقة الرابحة للفريق، والنجم الكبير إسماعيل مطر، وهم السلاح الأبرز للفريق في مباريات الدور الأول.
وفي المقابل، نجح الأزرق الكويتي في كسر حاجز الخروج المبكر الذي صاحب حاملي اللقب في النسخ الأربع السابقة من كأس الخليج، وعبر إلى المربع الذهبي؛ ليصبح على بُعد خطوتين فقط من الحفاظ على اللقب وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز به.
وكان التدرج التصاعدي في مستوى أداء المنتخب الكويتي بالدور الأول للبطولة أهم الأسباب التي تجعله مرشحاً بقوة لإحراز لقب جديد في بطولة الخليج، خاصة أنه يمتلك الخبرة اللازمة لذلك.
ويستحوذ الأزرق على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب البطولة؛ حيث فاز به عشر مرات في النسخ العشرين السابقة.
ونجح الأزرق في العبور من مجموعة الموت بالدور الأول للبطولة الحالية بعد الفوز على اليمن 2/ صفر، والهزيمة من العراق صفر/ 1، والفوز على المنتخب السعودي 1/ صفر.
وكان الأداء القوي للفريق في المباريات الثلاث، خاصة أمام الأخضر السعودي، دليلاً جديداً على قدرته على عبور عقبة المنتخب الإماراتي غداً ليصبح على بُعد خطوة واحدة من منصة التتويج.
وإلى جانب الخبرة التي اكتسبها مديره الفني الصربي جوران توفاريتش ببطولة الخليج، وكيفية التعامل مع مبارياتها، يمتلك الفريق مفاتيح رائعة للانتصارات، في مقدمتها خبرة اللاعبين من ناحية، ومهارة المهاجم يوسف ناصر ولاعب الوسط فهد العنزي وتألق حارس المرمى نواف الخالدي.
ويبقى نجاح الفريق في مواجهة المنتخب الإماراتي متوقفاً على قدرة دفاعه على مواجهة الهجوم الإماراتي القوي بقيادة خليل من ناحية، وقدرة يوسف ناصر على استغلال الفرص التي تسنح له أمام مرمى الإمارات.
البحرين x العراق يترصد منتخب البحرين منذ أكثر من 40 عاماً فرصة التتويج في دورات كأس الخليج لكرة القدم التي انطلقت على أرضه عام 1970، ويتوسم خيراً في استضافته "خليجي 21" لتحقيق مراده، لكن يتعين عليه أولاً اجتياز عقبة منتخب العراق العتيد.
ويُعد منتخب البحرين، الذي تحتضن بلاده البطولة للمرة الرابعة، الوحيد مع اليمن الذي لم يذق طعم التتويج في دورات كأس الخليج حتى الآن، في حين فاز منتخب العراق باللقب ثلاث مرات أعوام 1979 و1984 و1988.
والتقى المنتخبان في دورات الخليج ثماني مرات فقط، ويتفوق العراق بخمسة انتصارات مقابل واحد للبحرين، وتعادلين.
ويحظى منتخب "الأحمر" البحريني بدعم كبير من جماهيره التي تملأ مدرجات ملعب البحرين الوطني عن آخرها، ويمتلك كتيبة مدججة بالنجوم أمثال محمد حسين وعبد الله عمر وراشد الحوطي وسامي الحسيني.
ويدرك "الأحمر" البحريني، الذي خرج من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، أن المواجهة مع منتخب "أسود الرافدين" ستكون مختلفة تماماً؛ لأن الأخير أثبت كفاءة عالية في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول.
ويتعيّن على مدرب منتخب البحرين الأرجنتيني غابرييل كالديرون الاستفادة من دروس منتخبات السعودية والكويت واليمن التي سقطت أمام العراق، للاستمرار في البطولة وإبقاء حلم إحراز اللقب الأول قائماً حتى النهاية.
وكان كالديرون قد تولى منصبه منذ نحو شهرين خلفاً للإنجليزي جون بيتر تايلور، لكنه ليس بعيداً عن الكرة الخليجية كونه أشرف سابقاً على منتخبي عمان والسعودية، فضلاً عن فريقي الهلال والاتحاد السعوديين، وبني ياس الإماراتي.
لكن طموح البحرينيين يصطدم بمنتخب عراقي ارتقى مع نظيره الإماراتي إلى أعلى سلم الترشيحات بعد العروض الرائعة في الدور الأول، بوجود جيل من اللاعبين الواعدين أمثال أحمد إبراهيم وعلي كاظم وأحمد ياسين وهمام طارق وسلام شاكر وحماد أحمد، فضلاً عن الحارس نور صبري والمهاجم يونس محمود وعلاس عبد الزهرة وعلي حسين رحيمة وغيرهم.