تتغلب الخبرة الكويتية على الطموح الإماراتي الشاب، هكذا حال لسان المراقبين والمحللين لمبارة هذا اليوم (الثلاثاء) حينما يلتقي الفريقان في اختبار صعب، وتحدٍّ مثير، قبل النهائي لبطولة كأس الخليج (خليجي 21) المقامة حالياً بالبحرين. ويرى كل من الفريقين أن الفرصة سانحة أمامه للوصول إلى المباراة النهائية، بل والتتويج بلقب البطولة بحثاً عن مجد جديد في سجلات كأس الخليج. وأظهرت العروض التي قدمها الفريقان في الدور الأول، والنتائج التي حققها كل منهما، أن التكهن بنتيجة المباراة يعد أمراً مستحيلاً، حيث يمتلك كل منهما الأسلحة التي يستطيع من خلالها حسم اللقب. وانتزع المنتخب الإماراتي لقب الحصان الأسود في هذه البطولة، وتحولت ترشيحاته متوسطة المستوى إلى ترشيحات قوية للغاية بشأن المنافسة على اللقب الذي أحرزه للمرة الوحيدة في تاريخه عندما استضافت بلاده البطولة عام 2007. وشق المنتخب الإماراتي طريقه في البطولة إلى المربع الذهبي بكل جدارة لم يتوقعها حتى أكثر المتفائلين، حيث حقق الإماراتي ثلاثة انتصارات متتالية على قطر 3/1 والبحرين 2/1 وعمان 2/صفر، وتصدر الفريق المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة برصيد تسع نقاط. وترك الفريق الإماراتي بقيادة مديره الفني الوطني مهدي علي بصمة رائعة في الدور الأول للبطولة ليدخل بقوة في دائرة المنافسة على اللقب الذي يحلم به ليكون الأول له خارج ملعبه. وعلى الرغم من فارق الخبرة بين المنتخب الإماراتي الذي يغلب عليه عنصر الشباب، كانت المهارات الرائعة للاعبين، وخاصة أحمد خليل الفائز بلقب أفضل لاعب آسيوي شاب في عام 2008، وعمر عبدالرحمن الورقة الرابحة للفريق والنجم الكبير إسماعيل مطر هي السلاح الأبرز للفريق في مباريات الدور الأول. ونجح مهدي علي في توظيف إمكانيات اللاعبين لخدمة الأداء الجماعي أملاً في تحقيق إنجاز جديد للكرة الإماراتية بعدما قاد فريق الشباب من قبل للفوز بلقب كأس آسيا للشباب (تحت 20 عاماً) في عام 2008، معتمداً على عدد من اللاعبين الذين يقودون المنتخب الأول حالياً. وتتجه الأنظار مجدداً نحو أحمد خليل مهاجم الفريق الذي استعاد ذاكرة التهديف مع الفريق بثنائية في غضون أربع دقائق قبل نهاية المباراة أمام عمان ليقود فريقه إلى الفوز الثالث في الدور الأول. وكان الهدفان استئنافاً للمسات خليل الرائعة في هز الشباك بعدما صام عن التهديف منذ أيلول/سبتمبر 2011. ومع استعادة خليل حاسة التهديف وخطورة عمرعبدالرحمن ومهارة مطر، يستطيع المنتخب الإماراتي بقيادة مهدي علي العبور إلى المباراة النهائية والبحث عن لقبه الثاني في بطولات كأس الخليج. وفي المقابل، نجح المنتخب الكويتي في كسر لعنة الخروج المبكر التي صاحبت حاملي اللقب في النسخ الأربع السابقة من كأس الخليج، ونجح في الوصول إلى المربع الذهبي ليصبح على بعد خطوتين فقط من الحفاظ على اللقب وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز به. وكان التدرج التصاعدي في مستوى أداء المنتخب الكويتي بالدور الأول للبطولة أهم الأسباب التي تجعله مرشحاً بقوة لإحراز لقب جديد في بطولة الخليج، خاصة أنه يمتلك الخبرة اللازمة لذلك. ويستحوذ الكويتيون على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب البطولة، حيث فاز به عشر مرات في النسخ العشرين السابقة. وكان المنتخب الكويتي قد تجاوز الدور الأول بعد الفوز على اليمن 2/صفر، والهزيمة من العراق صفر/1، والفوز على المنتخب السعودي 1/صفر. وأظهرالفريق أداءً متناسقاً في المباريات الثلاث، دليلاً جديداً على قدرته على عبور عقبة المنتخب الإماراتي ليصبح على بعد خطوة واحدة من منصة التتويج. وإلى جانب الخبرة التي اكتسبها مديره الفني الصربي جوران توفاريتش ببطولة الخليج وكيفية التعامل مع مبارياتها، يمتلك الفريق مفاتيح رائعة للانتصارات في مقدمتها خبرة اللاعبين من ناحية ومهارة المهاجم يوسف ناصر ولاعب الوسط فهد العنزي وتألق حارس المرمى نواف الخالدي. ويبقى نجاح الفريق في مواجهة المنتخب الإماراتي متوقفاً على قدرة دفاعه على مواجهة الهجوم الإماراتي القوي بقيادة خليل من ناحية، وقدرة يوسف ناصر على استغلال الفرص التي تسنح له أمام مرمى الإمارات.