ناشد مواطن ثمانيني مصاب بالحمى المالطية مسؤولي مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة السماح له بمواصلة علاجه داخل غرف التنويم بمستشفى النور التخصصي، بعدما أمضى بها ثمانية أيام قبل إخراجه أمس الأول. وقال المسن "سعيد بن جاهل القارحي" إن الأعراض المصاحبة لمرضه، الذي لم يشفَ منه، لا يقوى على تحملها، ولاسيما أن شريكة حياته تجاوزت السبعين؛ وهو ما حرمه من رعايتها والاهتمام به في ظل ظروفهما الصحية الحالية. وأوضح أن طبيبه المعالج بمستشفى النور التخصصي طلب منه استكمال باقي مراحله العلاجية لدى العيادات بالمستشفى، رافضاً رجاءاته وتوسلاته للإبقاء عليه داخل المستشفى حتى يشفى تماماً من مرض الحمى المالطية. وبصوت ممزوج بآلام وإعياء الحمى المالطية والشيخوخة؛ لتقدمه في السن، قال القارحي: "أتوجع من آلام في بطني، وضَعْف عام بجسدي"، وأخذ يشير إلى أنحاء متفرقة من جسده الذي نهشه المرض. وأردف قائلاً: "منذ أن غادرت المستشفى وأنا أحضر للعيادة من قريتي بوادي فاق، وهي تبعد عن مكة نحو 60 كم؛ ما زاد من معاناتي في ظل انشغال أبنائي بوظائفهم وأعمالهم الضرورية الأخرى؛ ما حدا بي للدخول في معتركات كيفية الوصول للمستشفى لمواصلة العلاج". وألح القارحي على المعنيين للرأفة بحاله، وتقدير حالته الصحية، وتقدير شيخوخته بتمكينه من قضاء فترة علاجه بالمستشفى حتى يبرأ من مرضه. ومن جهته أكد الناطق الإعلامي بالشؤون الصحية بمكةالمكرمة، فواز الشيخ، ل "سبق" أن "العم القارحي غادر الثلاثاء الماضي بناء على تقرير طبيبه المعالِج بأن حالته المرضية بالحمى المالطية مستقرة، وليس أمامه متابعة ويمكن مراجعته عبر العيادات العلاجية". مشيراً إلى أنه "بحسب ما أوضحه طبيبه المعالج فإنه لا جدوى من تنويمه؛ ما يؤدي للاستفادة من سريره لمريض آخر". يُذكر أن مرض الحمى المالطية، وبناء على تقارير وبحوث طبية، قد صُنّف على أنه مرض حيواني، يمكن أن يصاب به الإنسان نتيجة انتقال العدوى إليه من خلال تناوله المواد الغذائية الملوثة التي تصدرها تلك الحيوانات المصابة بالميكروب، كالحليب ومشتقاته، وعبر تناول لحومها النيئة، ويصاحبه ارتفاع بدرجة الحرارة مع تعب عام وآلام عضلية ومفصلية وتعرق شديد وتضخم في الطحال والكبد، واعتلال العقد اللمفاوية.