تزايدت معدلات الإصابة المؤكدة بحمى الضنك في بعض أحياء مكة خلال الأيام الأخيرة، وبشكل غير مسبوق وعكست جولة ميدانية ل»المدينة» في بعض مستشفيات مكة ولقاء بعض المرضى عن تنامى حالات الاصابة بين المواطنين والمقيمين منذ شهر محرم الماضي فيما كشف مدير مستشفى النور التخصصي الدكتور عبدالسلام نور ولي عن استقبال المستشفي يوميا ما بين 9 إلى 10 حالات مشتبه بها وان اكثر معدلات الاصابة من احياء الشوقية والعوالي مؤكدا تجهيز فريق طبي متخصص برئاسة استشارية الأمراض المعدية ومعها مجموعة من الأطباء، وفتح عيادات متخصصة لمواجهة تلك الحالات المتزايدة. ويقول المريض حسن الزهراني (العمدة) المصاب بمرض حمى الضنك والمنوم حاليا بمستشفي النور: «أحسست أمس الأول بارتفاع في حرارة جسمي، وخمول في كل بدني، وراجعت مستشفى النور وبقيت ساعات بالطوارئ، وبينت الفحوصات التحليلية انخفاض الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء، وتم إدخالي التنويم، وهاأنا على هذا الوضع لليوم الثاني، وأنتظر نتائج الفحوصات القادمة»، وأوضح أن المنطقة الجنوبية من المخططات المنسية في عملية الرش من قبل الأمانة لمكافحة المرض. وأشار الدكتورعلي صالح الشهري مدرس العلوم الشرعية في المعهد العلمي بمكة والمفتي بالحرم المكي الشريف إلى أنه دخل مستشفى النور منذ يوم أمس الأول وما زال منوما حتى اللحظة، معبرا عن أمله بالخروج معافى سالما. وأدخل الشاب عاصم أحمد الحريصي أمس الأول مستشفى الولادة بعد أن راجع مرارا مستشفى النور، كما يذكر والده دون أن يشخص الأطباء مرضه، وقال الحريصي ان الأطباء اكتفوا بالقول: «إن ابني مصاب بالتهاب في الحلق مما يجعل حرارة جسمه في تصاعد»، مؤكدا أن الأدوية التي صرفت له من مستشفى النور كانت عبارة عن مهدئات ومسكنات لم تجد شيئا، ومع ارتفاع حرارة ابنه قرر الذهاب به لمستشفى الولادة الذي أكد أنه مصاب بحمى الضنك وأن الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء في مستوى منخفض جدا. وقال علي سعيد الزهراني: «زوجتي خرجت من مستشفى علوي تونس بعد أن أمضت عدة أيام تباينت التحاليل المعطاة لها ما بين تأكيدات واشتباه، حتى استقر الأمر أخيرا على إصابتها بحمى الضنك». وبيَّن أن هذه ليست الحالة الأولى في أسرته حيث سبقها إصابة ابنه موسى الذى أكد أنه كافح المرض بنفسه، بعد أن أشار عليه الأطباء في مستشفي النور بأن مرضه عبارة عن نزول في الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء، ولم يتم تنويمه، مما جعله يكافح المرض بنفسه في المنزل معتمدًا على بعض المسكنات المصروفة له من مستشفى علوي تونسي. وقال أحمد جمعان المصاب بحمى الضنك: «شعرت بسخونة شديدة قبل (3) أيام، وأخذت في الارتفاع يومًا بعد يوم، اضطررت للذهاب لأقرب مستشفى حكومي (النور)، وأجري الكشف علي، وأعطيت دواءً بدون تحليل وفحص للمرض، فذهبت للمنزل ولكن الحرارة لم تنزل، ثم عدت أمس الأول للمستشفى وأجريت لي التحليل ووضعت تحت الملاحظة للاشتباه بإصابتي بحمى الضنك، وجلست في الطوارئ ليلة كاملة حتى حصلت على كرسي ثم تم تنويمي هناك». وأشار عبدالله صالح البطاطي أحد المصابين بحمى الضنك (بحي الشرائع) الى أنه اكتشف اصابته بالمرض مستوصف ابن سينا بالعزيزية والذي على أثره تم تحويله إلى مستشفى الملك فيصل بالششة، وأكد إصابته بالمرض كما أوضحت تحاليل المستوصف. وأكد عادل أحمد أن حالته بدأت في الاستقرار بعد أن أعطي علاجا أمس الأول من مستشفي النور التخصصي فيما قال أحمد محمود محمد (مصري الجنسية): «أصبت في بطحاء قريش بارتفاع شديد في حرارة جسمي، وذهبت لمستشفى علي الصاعدي الذي باشر فورا معالجتي، وأكد بأني مصاب بحمى الضنك، وخرجت أمس ولا أزال أواصل تناول الأدوية». ويوضح زميله في مهنة الحدادة محمود أحمد (مصري الجنسية) أنه لحق بزميله أحمد بمستشفى علي الصاعدي وكان تشخيص حالته كحالة زميله أحمد وهو الإصابة بحمى الضنك. ورفض أحد المقيمين المخالفين لأنظمة الإقامة (يمني الجنسية) المصاب بحمى الضنك ببطحاء قريش الإدلاء بأي معلومات شخصية عنه، مكتفيا بأنه ما زال طريح الفراش ويكافح المرض بالأدوية التي صرفت له من أحد المستشفيات الخاصة. حي الشوقية وفي حي الشوقية أصيب (5) أفراد من أسرة واحدة أمس بحمى الضنك، حيث أكد هاشم مغربي إصابة أبنائه الثلاثة (جويرية وجود والزبير)، وأخته (أم محمد) وأخوه (يوسف). وقال مغربي: «ظهرت على عائلتي آثار السخونة الشديدة لثلاثة أيام متواصلة، وذهبت بهم جميعا لمستشفى الملك فيصل بالششة، وبينت التحاليل أنهم جميعًا مصابون بتكسر في الصفائح الدموية، دون إبداء الرأي الطبي بأنهم مصابون بحمى الضنك، وذكر ان الأطباء لم يقوموا بتنويم أفراد العائلة بل طلبوا تغذيتهم بالسوائل مع بعض الأدوية المصروفة من مستشفى الششة. من جهته قال مدير مستشفى النور التخصصي الدكتور عبدالسلام نور ولي: إن المستشفى يستقبل يوميًا من الحالات المشتبه بها ما بين تسع إلى عشر حالات، وأضاف: «جهزنا فريقا طبيبا متخصصا برئاسة استشارية الامراض المعدية ومعها مجموعة من الاطباء، وفتحنا عيادات متخصصة لحمى الضنك». وأشار إلى انه تم تشخيص الأعراض لدى المصابين وتم خروجهم بعد الفحوصات، بينما هناك آخرون تحت الملاحظة وانه تتم مراقبة الصفائح الدموية والحرارة، وانه ما ان تنخفض درجة الحرارة وترتفع نسبة الصفائح الدموية يتم إخراج المريض، حيث تستغرق فترة المريض العلاجية ما بين خمسة إلى سبعة أيام. ونفى مدير مستشفى النور نور ولي توقف الإصابات بحمى الضنك، وقال: إنها بدأت مع ظهور المربعانية، ومغادرة الحجاج أي ما يزيد على شهر تقريبا. وقال: إن المصابين يأتون من جميع الأحياء ولكن الأكثر من أحياء الشوقية وبعضها من العوالي، مناشدا الجهات المعنية بتكثيف الجهد لتجفيف منابع العدوى واضاف: «ونحن في النهاية جهة علاجية».