دعا اليوم السبت، عالم دين في باكستان إلى مظاهراتٍ مليونية، بعد غد الإثنين، تحوِّل العاصمة إسلام آباد إلى "ميدان التحرير"؛ للمطالبة بإصلاحاتٍ ديمقراطيةٍ قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في فصل الربيع، ومن شأن هذه الانتخابات - إذا تمّ إجراؤها - أن تكون أول انتقالٍ ديمقراطي للسلطة. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن عالم الدين الباكستاني محمد طاهر القادري، أنه يعتزم تحويل إسلام آباد إلى ميدان التحرير، الذي أصبح رمز الثورة المصرية. وأضاف القادري "الموضوع ليس الذهاب ليومٍ واحدٍ ثم التفرُّق. سنعتصم هناك حتى تُلبى مطالبنا كي يتم ضمان انتخاباتٍ عادلةٍ ونزيهةٍ وحرةٍ من كل الممارسات الفاسدة". ويصر القادري على أن كل مطالبه يمكن تلبيتها دون تأجيل موعد الانتخابات، المقرر أن تتم الدعوة إليها بعد نهاية ولاية الحكومة الحالية خلال شهرين، بحسب الصحيفة. وذكرت الصحيفة أن الحكومة، بقيادة حزب الشعب الباكستاني، أمضت أياماً للتوصل إلى طرقٍ مبتكرةٍ لإحباط خطط القادري. أما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فنقلت عن القادري قوله إنه يهدف إلى "التخلُّص من الديكتاتورية الانتخابية"، مضيفةً أنه يصف نفسه بأنه "إصلاحي سياسي". ويقول القادري: "أريد فقط وضع الديمقراطية الحقيقية على الطريق. من الكذب المحض القول إني أريد عرقلة الديمقراطية". ومضى قائلاً "لدينا برلمان من المختلسين والمتهربين من الضرائب ومجرمين آخرين. منتهكو القانون هؤلاء هم واضعو القوانين". وأردف "هذه الحكومة لم تستطع تحقيق أيِّ شيءٍ للشعب، لا قضاء على الإرهاب، لا شيء. الشعب منحهم فترتهم الكاملة في مواقعهم. يا لها من مزحة". وتقول "الإندبندنت" إن "كثيرين يتهمون القادري بأنه واجهة مخطط للجيش من أجل تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، وتشكيل حكومةٍ غير منتخبة من التكنوقراط يختارها جنرالات الجيش". وتضيف الصحيفة أن هؤلاء "يرون كذلك أنه مدعومٌ من الغرب الذي يتخذ صف الجيش الباكستاني واسع النفوذ لتسهيل الخروج المرتقب لقواته من أفغانستان". وتشير "الإندبندنت" إلى أن القادري يتبع الفكر الصوفي في الإسلام، وأنه يعارض الإرهاب والتفجيرات الانتحارية، وانتقل إلى كندا في عام 2006 قبل أن يعود الشهر الماضي إلى باكستان.