في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب السياسية الباكستانية لخوض الانتخابات القادمة في باكستان والمقرر إجراؤها في النصف الأول من العام الجاري 2013م أي بعد انتهاء الفترة الدستورية لحكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في 16 مارس 2013م، بدأت بعض القوى الداخلية تثير ملفات جديدة في الساحة السياسية الباكستانية، وفي هذا الصدد هز إعلان رجل الدين الباكستاني طاهر القادري بتحويل العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى ميدان التحرير في يوم 14 من شهر يناير الجاري 2013م الأوساط الحكومية والميادين السياسية الباكستانية، وذلك بعقد اجتماع ضخم في العاصمة للمطالبة من الحكومة الباكستانية بتطبيق الدستور وتطهير باكستان من الشخصيات الفاسدة للتغلب على المعانات التي يشهدها الشعب الباكستاني من الغلاء المعيشي والفساد الإداري والمالي. وبهذه المناسبة أوضح طاهر القادري بأن يوم 14 يناير سيكون موعد تحول تاريخي كبير في باكستان وأن الاجتماع سيكون سلمياً، وسيكون هدفه القضاء على الظلم والفقر وتحقيق العدالة التي تفقدها الطبقة الفقيرة في باكستان إضافة إلى تمكين الفقراء من المشاركة في السلطة. يذكر أن طاهر القادري قد عقد اجتماعاً ضخماً في مدينة لاهور الأثرية في 23 ديسمبر 2012م، شارك فيه نحو 40 ألف شخص، أغلقت فيه الحركة التجارية وحركة المرور في معظم أنحاء لاهور، مما أثار مخاوف الشخصيات والأحزاب السياسية الكبرى في باكستان بما فيها حزبي نواز شريف والرئيس آصف علي زرداري، حيث أعلن طاهر القادري في اجتماعه بالزحف نحو إسلام آباد حال عدم تجاوب الحكومة مع مطالبه والتي تتضمن، تطبيق بنود الدستور الباكستاني أرقام (63-62) والتي تسمح باستمرار الحكومة الانتقالية حال استدعاء الضرورة إلى تطهير البلاد من القيادات الفاسدة المتورطة في اختلاس أموال الدولة، وبموجب هذه البنود يمكن أن تمدد مدة الحكومة الانتقالية التي ستشرف على عملية الانتخابات حسب الدستور الباكستاني لغاية تطهير البلاد من جميع مظاهر الفساد الإداري والمالي وخصوصاً الشخصيات الفاسدة أي لمدة عام أو عامين، يتم خلالها الاستعانة بالجيش والمؤسسة القضائية لمحاكمة هذه الشخصيات وإلغاء أهليتها من المشاركة في الحياة السياسية لاحقاً، وهذا ما يهدد مستقبل الأحزاب السياسية الكبرى في باكستان من المشاركة في الانتخابات الباكستانية القادمة. من ناحية اخرى أوصت لجنة الانتخابات الباكستانية بنشر قوات الجيش عند مراكز الاقتراع والبقاء حتى إعلان النتيجة. وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعا ترأسه فخر الدين جى إبراهيم رئيس لجنة الانتخابات وحضره وكلاء الوزارات الاتحاديين لوضع خطة للانتخابات المقبلة. وذكرت قناة جيو الباكستانية الأربعاء إن اللجنة طالبت أجهزة الأمن بتقديم اقتراحات للحفاظ على القانون والنظام خلال الانتخابات. وقال إبراهيم إن الأمن هو المشكلة الوحيدة التي تواجه الانتخابات المقبلة وإذا تم الحفاظ على القانون والنظام فلا يوجد ما يمنع أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة.