اعتبرت مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض، أن بلادها مستعدة في الوقت الحالي للبدء في حالة شبيهه بال "الربيع العربي"، من أجل إسقاط النظام الديني الحاكم في البلد الفارسي منذ أكثر من أربعة عقود. وقالت رجوي في مقابلة مع وكالة "إفي": إن "البديل الوحيد القابل للتطبيق" لإسقاط النظام الإيراني، "يمر" عبر المجلس الوطني للمقاومة، على اعتبار أنه أكثر الحركات الإيرانية المعارضة "تنظيماً في الداخل والخارج".
وتزور رجوي إسبانيا في إطار سعيها لكسب دعم سياسي وإعلامي للمعارضة الإيرانية، ولمحاولة الحصول على اعتراف دولي بالمجلس الوطني ك "ممثل رسمي" للشعب الإيراني، في خطوة مشابهة لتلك التي أقدمت عليها المعارضة السورية مؤخراً ضد نظام بشار الأسد.
وترى زعيمة المعارضة الإيرانية أن المرحلة الحالية "لحظة فارقة" للعمل على تغيير النظام الحاكم في طهران، الذي اتهمته ب "الاستمرار على قاعدة من التخويف والتعذيب والإعدامات التي يطبق أغلبها على متعاطفين مع المجلس الوطني للمقاومة".
كما اعتبرت أن التفاوض "غير مفيد" لردع نظام "يستخدم القمع ضد مواطنيه ويتسبب في فزع للعالم" على خلفية سياساته النووية، ودعم منظمات إرهابية، على حد قولها.
ومع ذلك تصر رجوي على رفضها للتدخل العسكري الأجنبي في إيران، وعلى أن الحل الأمثل للتغيير يكمن في المواطنين الإيرانيين "الذين أصبحوا مستعدين، ويمثلون خياراً للتحول الديمقراطي" السلمي.
وذكرت رجوي أن "أكثر من ألفين من أنصار المجلس الوطني تم إعدامهم خلال السنوات الماضية"، بينهم مئات الشباب والأطباء والمدرسين والطلاب والمدونين"، حتى "إنهم أقدموا على قتل 12 عضواً في عائلة واحدة بتهمة تقديم الدعم المادي للمعارضة".
كما عرضت مجموعة من الصور قالت إنها لمجموعة من الإيرانيين الذين تعرضوا للقمع من قبل النظام بسبب مواقفهم المعارضة، بينهم أختها، معصومة رجوي، التي تم إعدامها وهى حبلى.
ويؤكد بيان تم توزيعه على عدة برلمانيات أوروبية، وكذلك على المجلس الأوروبي، أن المجلس الوطني للمقاومة يسعى لإقرار نظام سياسي ديمقراطي، يقوم "على أساس الانتخاب الشعبي"، ويحترم "حرية الأحزاب والتجمعات"، كما يشير إلى أن في "إيران المستقبل سيتم إلغاء عقوبة الإعدام"، وكذلك التمييز ضد المرأة، فيما سيتم فصل الدين عن الدولة.
وترى رجوي أن القضاء على نظام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يخدم الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي على اعتبار أنه سوف يضع نهاية "للتهديد النووي"، وسيحرم المنظمات الإرهابية في المنطقة من الدعم، على حد قولها.
وتشير زعيمة المعارضة الإيرانية إلى تشابه بين النظامين الإيراني والسوري من حيث مواجهتهما للمعارضة في الداخل، وتمتعهما بالدعم من قبل دول مثل روسيا والصين، وتؤكد أن طهران قررت دعم الأسد لعلمها بأنه في حالة سقوطه "فإن التالي" سوف يكون النظام الإيراني.
وأنهت رجوي التي انتخبت في 1993 رئيسة لمجلس المقاومة الإيرانية، حديثها بالقول إنها عازمة على الاستمرار في النضال من أجل تقديم أعضاء النظام الإيراني الحالي إلى المحاكم الدولية، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.
وكانت رجوي قد بدأت الاثنين زيارة لإسبانيا بناء على دعوة وجهها لها عدد من النواب، ومن المنتظر أن تجتمع مع أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الإسباني لعرض أفكارها بالنسبة لمستقبل إيران، كما تشارك غداً الأربعاء في مؤتمر في العاصمة الإسبانية، من المقرر أن يبحث في الوضع الإيراني والخيارات السياسية للنظام الحالي، من بين موضوعات أخرى.