أفتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ صباح اليوم أعمال الندوة الدولية العلمية "القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة- تقنية المعلومات" بفندق المريديان بالمدينةالمنورة. وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في كلمته في جلسة الافتتاح إن هذه الندوة المتخصصة نظمت لنقوم ببعض ما يجب تجاه هذا القرآن العظيم ولنقوم ببعض ما وجب علينا تجاه نشر الدعوة الإسلامية التي أساسها هداية القرآن في هذا العالم المتلاطم والمتصارع، ولهذا جاءت لتحقق الاهتمام بخدمة القرآن الكريم عن طريق تقنية المعلومات وعن طريق تقنية الحاسب سواء في البرامج الحاسوبية أو في المشاركة عبر الإنترنت. وقال آل الشيخ إن هذا الزمن كما هو معلوم زمن صراع وكل من يشهد اليوم يشهد هذا الزمن ويشهد أهله وتشهد دوله، وتشهد مؤسساته صراعاً ضخماً، مبيناً أن الصراع في الماضي كان لنهب خيرات البلاد ولاستعمار بلاد المسلمين في شتى بقاع الأرض، واليوم صراع واستعمار ولكن من نوع آخر إنه صراع على العقل، صراع على القلوب، صرع من يسبق إلى عقل الإنسان ليغيره وفق ما يريد أولئك، صراع على قلوب الناس لكي تكون لاهثة خلاف ما يصدره أولئك، ولهذا كان أعظم جهاد وأول جهاد أمرنا به أن يجاهد الكفار بالقرآن. وأضاف أن هذه الندوة وما شاكلها من ندوات مما يسهم في الدخول في هذه المواجهات، حرية بالرفعة والأجر العظيم للمسلمين لما فيها من نفع عظيم ومواجهة صريحة، مؤكداً أن الصراع على العقل يجب أن نواجهه بحكمة وتؤدة، وتقنية ومعرفة بمسارب النفس والدخول إليها وإن الصراع على القلوب في تهيئتها بما يلقى إليها، ومن واجبنا أن نكون فيه من الرواد الذين يحسنون صناعة العقول ويحسنون الدخول إلى القلوب ترون اليوم في صراع الفضائيات على عقول الناس وقلوبهم ما لا يجب الكلام عنه في هذا المقام القصير، وكذلك في مجال البرمجيات والإنترنت فإن هناك زخماً كبيراً يوجب علينا أن ندخل فيه بجد وحسن أداء لهذا جاءت هذه الندوة التي هي لبنة من لبنات البناء الحق للدعوة الإسلامية في هذه البلاد وفي بلاد المسلمين بعامة، جاءت لنضع لبنة للمسلمين وللباحثين وللمتخصصين بل وللجميع لتكون على مستوى الدعوة الإسلامية ألمأمولة. ونبه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن الرتابة في أخذ الدعوة الإسلامية ليس من مصلحة هذه الدعوة فيجب علينا أن ننطلق في آفاق جديدة، ولذلك كان من اللوازم أن نكون منافسين في مجال الفضائيات في جميع مجالاتها، وأن نكون منافسين في مجال البرامج الحاسوبية، وأن نكون منافسين في مجال التقنية في جميع مجالاتها، وهذا هو الواجب على المسلمين، وهو من إعداد القوة التي أمرنا الله بها: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، وإن القوة في القرآن، وفي الحق، وفي سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- فالإسلام قوي بما فيه من حكم وما فيه من آيات وأحاديث لنبينا- صلى الله عليه وسلم-، وما فيه من تراث عظيم لأمة الإسلام، فلسنا ضعفاء بهذا العالم المضطرب، ولسنا ضعفاء في الحوار ولا المواجهة ولا في عالم يضطرم بأنواع من المعلومات وأنواع من المواجهات الفكرية والعلمية والمذهبية وأنواع أخرى، لسنا ضعفاء، بل القوة في الحق، والحق في كلام الله تعالى ولكن الشأن كيف نأخذ بهذا الكلام، وكيف نُسيره بما يخدم الإنسان بعامة، ويخدم المسلمين بخاصة، ويخدم الدعوة الإسلامية لهذا جاءت جهود المملكة العربية السعودية، وتمثلها اليوم جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني- أيدهم الله- جاءت جهود الجميع في خدمة الدعوة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، وبقي دور العلماء، ومن هنا جاءت هذه الندوة. وألقى الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي كلمة أكد فيها أن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كان فاتحةَ عطاءٍ وفير، فكان أعظمَ وسيلة تنهض بخدمة الكتاب العزيز الذي تكفَّل الله- عز وجل- بحِفْظه بما يهيئ له من جهود وإمكانات، ولم تَعْد المُهِماتُ المنوطةُ بهذا المجمَّع مقتصرة على طباعة المصحف الكريم فحسب، وإنما تجاوزت ذلك إلى خدمة علومه، وتسخير الوسائل المتاحة لذلك. وأضاف أنه ممَّا يسعى إليه المجمع إقامةُ الندوات التي تُثري الأبحاث العلمية الرصينة، وتُنَظِّم عَقْدَ لقاءاتٍ مثمرةٍ بين أصحاب التخصص لتقديم هذه الأبحاث، واستقبالِ المداخلات والحوارات البنَّاءة حولها، مبيناً أن المجمع وهو الجهة المسؤولة التي شَرَّفها الله عز وجل بالعناية بالقرآن الكريم وعلومه ونشرِه لَيُدْرِك أهميةَ مواكبةِ التِّقنيةِ الحديثة وما يَسْتَجدُّ في عالمها. وبين الدكتور العوفي أن عدد البحوث التي تسلَّمَتْها اللجنة العلمية من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالندوة بلغ (63) بحثاً، وبلغ عدد البحوث التي أرسلتها اللجنة العلمية إلى لجان التحكيم المتخصصة (51) بحثاً، وبلغ عدد البحوث التي فازت في التحكيم (37) بحثاً، وبلغ عدد البحوث التي لم تجتزِ التحكيم (26) بحثاً. وأعلن العوفي بمناسبة عقد ندوة "القرآن الكريم والتِّقنيات المعاصرة" انطلاق خدمة مصحف المدينة النبوية للحاسوب الكفِّي، وهو بَرْنامج حاسوبيُّ متميز مخصصٌ لأجهزة حواسيب الجيب التي تعمل وَفْقَ نظام تشغيل "ويندوز موبايل" تمَّ إعداد خِدْماته الإلكترونية لصالح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من قِبَل فريق العمل بمركز البحوث والدراسات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.