أصدر نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، قراراً باعتماد تطبيق نظام تسريع الطلاب والطالبات الذين يبدون تفوقاً غير عادي في مراحل التعليم العام، وذلك وفق دليل إجرائي يتضمن الشروط والآليات لتطبيقه، كما تضمن القرار تشكيل لجنة مركزية بالوزارة لمتابعة تنفيذ النظام. ويأتي القرار تفعيلاً لمضامين لائحة تقويم الطالب، حيث نصّت الفقرة الثالثة من المادة السابعة من قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم رقم 53/ ق ع بتاريخ 1/ 3/ 1426ه، أنه "يحق لوزارة التربية والتعليم أن تصدر قراراً بترفيع الطالب/ الطالبة الذي يبدي تفوقاً غير عادي في دراسته إلى صف أعلى من صفه وفقاً للضوابط المعدة لذلك من قبل الوزارة".
ويعد أسلوب التسريع أحد الأساليب التربوية المتبعة في رعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين، ويطبق في كثير من الأنظمة التعليمية حول العالم، ويعد مؤشراً إيجابياً على مرونة النظام التعليمي في السعودية وعدم تقليديته.
وتتمثل هذه المرونة في كونها استجابة عملية لما تبديه هذه الفئة من الطلبة من تفوق وموهبة ونبوغ علمي يفوق أقرانهم، حيث يتمتعون باستعدادات وقدرات غير عادية تمكنهم من التعلم والاستيعاب بشكل أسرع؛ ما يحتم على النظام التعليمي إيجاد آليات وإستراتيجيات تتعامل معهم بما يتناسب مع قدراتهم، وهذا ما عملت عليه وكالة الوزارة للتعليم، حيث شكلت لجنة متخصصة لوضع إجراءات تطبيق نظام التسريع، وتم عرضها على مجلس الوزارة.
وصدرت الموافقة عليها من قبل المجلس بالقرار رقم 1/ 10 / 428 والمبلغ بالخطاب رقم 7/ 1/ 13 بتاريخ 18/ 1/ 1429ه، بالإضافة إلى اكتمال إعداد مشروع التعرف على الموهوبين الذي تطبقه الوزارة بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وكذلك المركز الوطني للقياس والتقويم، الذي ساعد على الاستفادة من المقاييس وأدوات التقويم في تطبيق إستراتيجية التسريع.
وارتأت وزارة التربية والتعليم بعد الدراسة المستفيضة من المختصين أن تأخذ بمنهجية التسريع والمتمثل في نقل الطالب/ الطالبة عبر السلم التعليمي إلى الصف الذي يلي الصف الدراسي الذي يدرس فيه، عندما تتوفر لديه المسوغات المطلوبة للترفيع، ويصدر قرار الجهة المعنية بذلك.
وتنص آلية التسريع على أنه يتاح للطالب أو الطالبة الاستفادة من الترفيع مرتين كحد أقصى بحسب اختياره؛ إذ يمكنه الانتقال من الصف الرابع للصف السادس، ومن الصف الأول المتوسط إلى الصف الثالث المتوسط، ومن الصف الأول الثانوي إلى الصف الثالث الثانوي.
وتأمل الوزارة أن يتحقق من خلال نظام التسريع الاستثمار الحقيقي للمواهب والقدرات لدى الطلاب والطالبات؛ لما فيه المصلحة العامة للجميع وتحقيق أهداف سياسة التعليم في السعودية من إعداد كفاءات علمية وطنية من الموهوبين والموهوبات، وإتاحة الفرصة لهم لخدمة المجتمع في وقت مبكر من أعمارهم.
وعملت وزارة التربية والتعليم على إعداد دليل لإجراءات تسريع الطلاب والطالبات، شاركت فيه جميع الإدارات ذات العلاقة، حيث روعي في هذا الدليل جميع الجوانب المتعلقة بالطلاب والطالبات من النواحي العلمية والشخصية والسلوكية والنفسية والاجتماعية.