انطلقت أمس في الجامعة الإسلامية جلسات مؤتمر "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمستجدات المعاصرة" الذي ينظمه كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة، بمشاركة 28 باحثاً وباحثةً من داخل المملكة وخارجها. وخصصت الجلسة الأولى للمؤتمر التي رأسها الشيخ الدكتور علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، لأبحاث حول تميز المملكة العربية السعودية وعنايتها بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل المجالات النظرية والتطبيقية ومواكبتها للمستجدات المعاصرة. وقدم الدكتور محمد بن عبدالله العيدي بحثاً عن "جهود المملكة العربية السعودية في دعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرها في تعزيز الأمن والاستقرار" مبيِّناً اهتمام المملكة بهذه الشعيرة من خلال الدعم والمساندة وإنشاء الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتحت العنوان نفسه قدّم الدكتور عبدالرب نواب الدين آل نواب بحثاً أوضح فيه: أن أنموذج المملكة أنموذج إسلامي واعٍ، يجمع بين الأصالة والمعاصرة ، خاصة في مجال الدعوة إلى الله ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأصيلاً ونهوضًا واستقطابًا للدعاة والعلماء، وهي اليوم الأنموذج الإسلامي الأمثل على مستوى الدولة وملوكها وعلى مستوى العلماء والدعاة. وقدّم الدكتور طارق سعد شلبي بحثاً بعنوان: "جهود الملك عبد العزيز في النهوض بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عيون الزائرين.. قراءة في مختارات من أدب الرحلات"، خصص منه قسماً للأعلام الزائرين والانشغال بصلاح الأمة. وتناول قسماً آخر لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الملك عبدالعزيز المنطلقات والمقومات، وكشف عن الركائز التي مثلت دوافع نهوض الملك عبد العزيز بهذه الشعيرة والملكات التي ساعدت على أن يؤتي نهوضه بها ثماره المبتغاة، كما تحدث عن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الملك عبد العزيز وما لها من آثار ونتائج تجاوزت نطاق المملكة إلى آفاق الأمة الإسلامية على اتساعها. وقدم الدكتور عبدالله بن صالح العبود رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بحثاً بعنوان "عناية ملوك المملكة العربية السعودية بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، تناول فيه مواكبة المملكة العربية السعودية أطوار الدعوة وتطورها وما تميزت به من سمات وأهداف، وتحدث عن عناية ملوك المملكة - بداية من الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناؤه - بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تحدث عن عناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله –حفظه الله- بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقدّم الدكتور سليمان بن عبدالله الرومي عميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية بحثاً بعنوان: "سمات تميز المملكة العربية في تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وبين فيه أن المملكة تعتبر نموذجاً للمجتمعات الإسلامية الأخرى، وقدم الباحث دعوة مباشرة وغير مباشرة لأخذ هذا النموذج. كما تحدث الدكتور حامد بن معاوض الحجيلي في بحثه عن "جهود الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود – رحمه الله- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي الجلسة الثانية - التي ترأسها الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء، وخصصت لمحور "علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمستجدات المعاصرة- قدم الدكتور أحمد يوسف الدرديري من جامعة الجوف بحثاً حول "الأثر المقاصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوقاية من الجريمة وأمن المجتمع في عصر العولمة". وأوضح أن المقاصد هي المعاني والحكم والأهداف التي رعاها الشارع عند تشريع الأحكام، وكل حكم شرع لجلب مصلحة للناس، ودرء مفسدة عنهم. وفي بحث للدكتور محمد عبد العليم العدوى الأستاذ بجامعة الأزهر بعنوان: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره في بناء الإنسان وإرساء قيم الإيمان: "أكد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياج الأمن الاجتماعي والسبيل الأقوم لصلاح الأمة وإصلاحها ورقيها. وطرح الدكتور عطية مختار حسين الأستاذ المساعد في الفقه وأصوله بكلية الشريعة وأصول الدين، جامعة نجران بحثاً بعنوان: "فقه تغيير المنكر الأخلاقي الإلكتروني على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)"، بيّن فيه أثر المستجدات المعاصرة في شيوع المنكرات بأنواعها، وخاصة المنكر الأخلاقي، وخطورة شيوعه وانتشاره عن طريق الإنترنت على المجتمع، خاصة على الشباب مستقبل الأمة. وقدّم الدكتور منير عبد الله خضير من جامعة الملك فيصل بحثاً عن: "وسائل التواصل التقنية وتوظيفها في تلبية الحاجات الشبابيّة في تحقيق أهداف الرسالة الدعويّة" عرض فيه أهمّ أنواع وسائل التواصل التقنيّة المعاصرة وكيفية توظيفها في تلبية الحاجات الشبابيّة وتحقيق أهداف الرسالة الدعويّة. وتحت عنوان "دور النصيحة في إدارة الأزمات الأخلاقية وتهذيب الحريات الشخصية" قدم الدكتور بن داود إبراهيم وحرمه وسيلة عياد من جامعة زيان عاشور بالجزائر، بحثاً ركز على أن الإنسان يعيش ضمن مجتمع تتعدد فيه العلاقات والمصالح، وتتباين فيه الرؤى والنظرات، مما يجعل الناس أمام مواضع للاختلاف وربما للخلاف أحياناً، خاصة أمام قصور ذهن البعض عن إدراك مكنونات وأسرار التعامل الإنساني. مبيِّناً أن النصح يكون حتمية لا مفر منها لتبيان حقائق الأمور للغير الذي يتمادى في فسح مجال الحرية الشخصية لديه قولاً أو عملاً، من باب حرية الرأي أو التعبير أو غيرها من الحريات الشخصية الأخرى. وقدّمت الدكتورة عبير قدومي من الأردن بحثاً بعنوان: "الوسائل العملية في تعزيز الأمن الفكري" أكدت فيه أن حماية الأمن الفكري للأفراد من أولى هذه الاعتبارات لأنها الكفيلة بتعزيز الرقابة الذاتية للفرد كلما انحرف عن الطريق. وقدم الدكتور العربي فرحاتي من جامعة باتنةالجزائر بحثاً أكد فيه أن النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحرية، من المفاهيم الإسلامية المركزية التي تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات البشرية، بوصفها فروضه وواجباته الدينية، وتعمل المؤسسات التربوية بكل أنواعها على إشاعتها كثقافة سلوكية. وشارك الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ببحث تحت عنوان: "تعزيز ثقافة الحسبة لدى المجتمع السعودي" أوضح فيه أن الله تعالى قد منّ على هذه الدولة السعودية المباركة إقامة جهاز حكومي يعنى بأعمال الحسبة والأمر والنهي، وهذا الجهاز من خصائص هذه الدولة السعودية المباركة أدامها الله على الشريعة وحفظها من كيد الأعداء، كما بيّن مخاطر ترك الحسبة على المجتمع. وشهدت الجلسات مداخلات ونقاشات عدة، حيث انتقد الدكتور عبدالله بن فهد الشريف رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية غياب أبحاث تناقش علاقة الحسبة بالمستجدات العالمية، مؤكداً أن الحسبة تصطدم بمبادئ دولية منها مبدأ حقوق الإنسان والحريات العامة، قائلاً: كنت أودّ أن أسمع طرحاً يعالج هذه الشعيرة مع الوضع الدولي.