بدأت اليوم أعمال ورشة العمل الخاصة ب"الاستراتيجيات للتحكم في اعتلال الشبكية الناتج عن داء السكري في المملكة " وكذلك وضع خطط العمل لاستحداث برنامج الفحص الدوري لعيون المرضى المصابين بداء السكري، والهدف من هذا البرنامج هو التشخيص والعلاج المبكر لاعتلال الشبكية السكري، كما تهدف الندوة لوضع الاستراتيجيات التي تناسب المملكة العربية السعودية ويمكن تطبيقها من خلال وزارة الصحة. وتعقد ورشة العمل تحت رعاية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، وتنظمها اللجنة بالتعاون مع جامعة الملك سعود والدكتور ناصر الرشيد لأبحاث العيون ووزارة الصحة، وشارك بالورشة الأستاذ الدكتور أحمد أبو الأسرار طب العيون والشبكية بكلية الطب بجامعة الملك سعود، والمشرف على كرسي الدكتور ناصر الرشيد لأبحاث العيون، والدكتور عبد العزيز إبراهيم الراجحي، أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، وتستمر لمدة يومين.
واستمعت ورشة العمل لتجارب برامج مكافحة العمى الناتج عن مرض اعتلال الشبكية بسبب داء السكر, في عددٍ من الدول. فقدم أ.د. أدواردوا ميدينا، البروفيسور بجامعة بادوفا بإيطاليا، وأ.د. بيتر سكانلون، مدير برنامج اعتلال الشبكية السكري في المملكة المتحدة، وأ.د. آينر ستيفنسون، رئيس قسم العيون بجامعة آيسلاند، خبرات بلادهم في هذا المجال. وهم الأساتذة الذين يشرفون على برامج الفحص الدوري لشبكية عين المصابين بمرضى السكري في بريطانيا و إيطاليا و الدول الاسكندنافية، وهذه البرامج تعد الوحيدة في أوروبا بهذا التخصص، كما شارك اليوم بالورشة عددٌ من المتحدثين من دول الخليج ومن المملكة العربية السعودية.
يُذكر أن هذه الورشة تأتي امتداداً لأنشطة اللجنة الوطنية لمكافحة العمى في وضع الخطط الوطنية للتوقي من الأسباب المؤدية للإعاقة البصرية، وذلك بشراكة مع وزارة الصحة وبالتعاون مع جامعة الملك سعود.
وأشار الدكتور محمد الصعيدي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة بوزارة الصحة، إلى وضع مكافحة مرض السكري ضمن أولويات وزارة الصحة، واستعرض أهم برامج الصحة وخططها من أجل تحسين أحوال المرضى، ورفع مستوى الوعي الصحي وأنظمة المعلومات ومكافحة العمى. وخلال محاضرته تناول الدكتور خالد الربيعان رئيس مركز الملك عبد العزيز للسكري بجامعة الملك سعود، تزايد معدل الإصابة بالسكري بالمملكة إلى نحو 23.7 %، لأسباب منها السمنة والتاريخ العائلي المرضي، وأشار إلى تزايد معدلات الوفيات لدى مرضى القلب الناتجة بسبب داء السكري بالمملكة، مما يراه يستوجب وضع خطة وطنية لمواجهة تلك الأرقام والمعدلات العالية.
وكشف الدكتور سعد حجر المنسق الوطني لمكافحة العمى أن نسبة الإصابة بمرض السكري لدى من هم فوق سن 50 سنة، قد وصل إلى 31 % من هؤلاء الأشخاص، وتبيّن لديهم اعتلال الشبكية السكري بنسبة 34.5 %، وأكد أهمية هذه الورشة لوضع خطة تواجه فقد البصر لدى المصابين باعتلال الشبكية السكري، حيث وصل عدد المرضى منهم ممن يهددهم المرض بفقدان البصر، ويحتاجون إلى علاج عاجل ومباشر بأشعة الليزر لنحو 80,000 إلى 110.000 شخص.
وأكد الدكتور خالد الطلحي، مساعد مدير عام إدارة المستشفيات بوزارة الصحة أن عدد المراكز الصحية الأولية بالمملكة قد بلغ في عام 2011م نحو 2109 مراكز صحية بينما يُنتظر أن يصل عددها إلى 2750 مركزاً صحياً في عام 2018.
وذكر الدكتور محمد الحربي، مدير مراكز السكري في وزارة الصحة، أن 18 مركزاً متخصصاً للسكري تعمل حالياً بالمملكة، من بين 25 مركزاً معتمداً من وزارة الصحة، مع العمل لزيادة هذا العدد بالمستقبل.
كما تناول الدكتور علي جعفر استشاري أول شؤون الرعاية الصحية بدولة عمان الشقيقة، السياسات الصحية الخاصة بخدمات التخطيط والعلاج لمرض السكري في برنامج مكافحة مرض اعتلال الشبكية لدى المرضى المصابين بداء السكري.