يرى كُتاب ومحللون سعوديون أن مصر هي المقصودة بالهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى اختبار صلابة الموقف المصري، ومدى تمسك مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل، كما يرى البعض أن إسرائيل تسعى من خلال الضغط العسكري على غزة إلى نقل الفلسطينيين إلى سيناء. في صحيفة "الشرق الأوسط "، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد، أن مصر هي المقصودة بالهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة، ويقول "إسرائيل تستخدم العدوان لأغراضٍ لا علاقة لها بالرد أو حماية مناطقها، بل عمل عسكري لأغراضٍ سياسية .. أعتقد أن حكومة الرئيس محمد مرسي تدري أن حرب غزة هذه المرة موجهة لها بالدرجة الأولى لا لحكومة هنية، وتريد (إسرائيل) أن تطوعه مبكراً وتحرجه أمام مواطنيه والعالم العربي الذي يتفرج متسائلاً: ما الفارق بين مرسي ومبارك؟ إرسال الرسائل وإيفاد المسؤولين وسحب السفراء، كانت أسلحة مبارك في زمنه، فما أسلحة مرسي لوقف إسرائيل عند حدّها؟"، ويؤكد الراشد أن النظام المصري الجديد يحترم الاتفاقيات، ويقول "حكومة مرسي منذ تسلُّمها وهي تتعاطى بحضارية وانسجام مع الأعراف الدبلوماسية وبالتزام كامل مع الاتفاقات الموروثة في كامب ديفيد وغيرها. تجاوزت مَن سبقها فأغلقت كل الأنفاق التي كانت تشتكي إسرائيل من أنها مصدر الأسلحة لغزة .. رغم كل هذه الشواهد فإن حكومة نتنياهو لم تحترم النظام المصري الجديد، بل تعمّدت إحراجه في مناسبات عديدة، آخرها هجوم قواته على غزة الذي هو هجوم على مصر بالنيابة. هل يمكن أن تجرؤ مصر على الدخول في حرب مع إسرائيل؟ أعتقد أن السؤال يجب أن يطرح معكوساً: هل تخاطر إسرائيل بفتح جبهة عسكرية مع مصر؟". وفي صحيفة " الشرق الأوسط"أيضاً، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسين شبكشي نفس المعنى حين يقول "العدوان الإسرائيلي على غزة يراد به (بخبث إسرائيلي عتيق) تجربة الحكومة المصرية الجديدة ومدى حقيقة انحيازها لغزة وحكامها ومدى «التزامها» باتفاقية السلام مع إسرائيل، وخصوصا أن المخابرات المصرية حتى الآن لم تصدر ما يشفي الصدر ويبرد الغليل بخصوص أحداث سيناء المتواصلة ومَن «المسؤول» عنها.. هل هي غزة وحماس والمتطرفون فيها، أم أن «الموساد» الإسرائيلي له دور مريب في ذلك، لأن هذا الأمر سيؤثر على الرأي الشعبي العام في مصر، وهو الذي يواصل الغليان وإن كان لأسباب أخرى في المقام الأول". وفي صحيفة " الرياض "، يرى الكاتب والمحلل السياسي د. مطلق سعود المطيري، أن إسرائيل تسعى إلى نقل الفلسطينيين إلى سيناء ويقول "سوف تشهد غزة المزيد من الاغتيالات في صفوف القيادات بحركة حماس، وربما تقوم اسرائيل ببناء جدار عازل آخر يعزل غزة نهائياً عن باقي الأراضي المحتلة لكيلا يصبح لقطاع غزة منفذاً حيوياً إلا باتجاه معبر رفح المصري، وهنا علينا أن نفترض هدفاً لعملية عمود الدخان وهو إلحاق قطاع غزةبسيناء المصرية قسراً بالقوة العسكرية حتى يتمكن سكانها من العيش، وقبل أن يسبق ذلك أي اجراءٍ سياسي مع القاهرة، وهذا يجعلنا أمام سبب مقنع لسحب مصر سفيرها من تل أبيب أثناء العملية العسكرية".