تشهد الساحة الفنية الغنائية ظاهرة توجه عدد من المغنين إلى الإنشاد سواء باستخدام إيقاعات طبيعية أو من دونها، كما قدمت بعض القنوات هذا الفن، وذلك مع توجه رؤوس الأموال للاستثمار في مجال "الفن الإسلامي". ولعل اعتزال الفنان الإماراتي محمد المازم أبرز هذه الأمثلة خلال الفترة السابقة، وتوجه المازم إلى الإنشاد الديني وتقديمه العديد من الأعمال الإنشادية، وأبرز هذه الأعمال إنشاده لقصيدة (البردة) في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم للبوصيري على أحد مسارح دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة عدد من المنشدين. وشهدت الساحة الفنية خلال هذه الأيام نبأ اعتزال الفنان الإماراتي عبدالله المزيني (الوسمي) الذي توجه فوراً بعد ذلك إلى الإنشاد الديني وأصدر أول ألبوماته الإنشادية بكلمات هادفة وقدم عملاً بعنوان (إلهي رجوتك). وتعتبر قناة "فور شباب" الفنية إحدى أبرز القنوات التي تقدم ما يسمى بالفن المحافظ الذي يحرص فيه القائمون على القناة على التركيز على الجانب القيمي في الكلمات والفديو كليب، كما أن القناة أقامت مسابقة في الإنشاد على غرار مسابقات (ستار) الغنائية، ونجحت في استقطاب العديد من الأصوات الفنية في العالم العربي. وقام العديد من الفنانين الغنائيين مؤخراً بأعمال إنشادية بالتعاون مع شخصيات إسلامية كأنشودة "لا إله إلا الله" التي أنشدها (محمد عبده) بالتعاون مع الشيخ عايض القرني، وقصيدة حول الأندلس للشاعر ناصر القحطاني أنشدها خالد عبدالرحمن. واتجه الفنان وعازف العود الشهير (أحمد فتحي) أخيراً إلى الإنشاد، وانتهى الفنان اليمني من فديو كليب إنشادي بعنوان "صمت العروبة" من كلمات الشاعر السعودي مفلح الشمري، ويعتبر هذا العمل هو الإنشادي الأول في تاريخ الفنان اليمني أحمد فتحي خلال مسيرة فنية طويلة. وعزف الفنان اليمني على العديد من المسارح العالمية أهمها مسرح مركز كيندي للفنون بأمريكا، ومسرح ميتالوز بباريس، وتغنى بألحانه كبار الفنانين أمثال أبو بكر سالم، وعبدالمجيد عبدالله، ووديع الصافي، ولطفي بوشناق. ويدور جدل حول ماهية النشيد الإسلامي والإيقاعات المسموح بها في النشيد الإسلامي، فيما تسمح بعض القنوات المحافظة بكثير من الإيقاعات مقابل الكلمات المحافظة وذات القيم العالية البعيدة عن الإسفاف، كما يقول القائمون على قناة "فور شباب" في حديث لمجلة التايمز البريطانية مؤخرًا. ودخلت رؤوس الأموال مستثمرة في مجال الفن الإسلامي مؤخرًا؛ مما دفع إلى انتشار الأعمال الإنشادية بصورة كبيرة، وافتتاح العديد من الفضائيات المختصة في بث الكليبات الإنشادية سواء للأطفال أو للكبار.