اعتبر المتخصص في الإنتاج الفني الإنشادي المهندس كريم الشبل إقحام النساء في الكليبات الإنشادية أضر كثيرا بمضمون المنتج الفني، ووقاره، وأشار إلى أن اليمن من أكثر البلدان العربية ريادة في مجال النشيد، كما رفض في حوار مع "الرسالة " التصنيفات التي ترى أن عدد المنشدين الحقيقيين في المملكة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، كما تطرق إلى قضايا التمويل وحسابات الأرباح والخسائر لذلك المنتج الفني، وغيرها من الأمور المرتبطة بحاضر الإنشاد ومستقبله.. فإللا الحوار. يتهم البعض القائمين على الإعلام في المنطقة العربية بأنهم وراء عدم انتشار فن الإنشاد جماهيريا .. فهل أنتم مع هذا التوصيف؟ بالطبع مع هذا التوصيف.. فمثلاً عدد القنوات الغنائية يتجاوز المئة، وفي المقابل لا يتجاوز عدد القنوات الإنشادية المتخصصة في الإنشاد الثلاث قنوات، وهو ما يعنى ضعف الجانب الإعلامي الداعم للإنشاد والمنشدين، وبالتالي عدم وصول فنهم للشريحة المستهدفة إعلامياً. من جهة أخرى تجد أن القنوات الإنشادية المحدودة تهتم بفئة محدودة من المنشدين دون غيرهم، وبذلك غاب الكثير من المنشدين المتميزين عن الساحة الإعلامية، وإذا بحثت في الأسباب الأخرى، ستجد نقص الدعم المادي والمعنوي من قبل المستثمرين والمنتجين لهذا الفن، فكما هو معروف أن الكليبات الإنشادية مكلفة جداً مثلها مثل الكليبات الغنائية تماماً لكن الفرق بينها،أن الإنشاد لا يجد نفس الدعم. الإنشاد المباشر وبما تفسر هروب بعض المنشدين من الإنشاد المباشر؛ الى الألبومات ذات الحيل الفنية والمعتمدة على هندسة الصوت بشكل أساسي؟ بالفعل الإنشاد في الأستوديو يختلف تماماً عن الإنشاد أمام الجمهور فالأستوديو يغطي عيوب الكثير من المنشدين، أما مواجهة الجمهور فتكشف الكثير منها ..ولاشك بأن التعامل مع الجمهور يتطلب ثقة عالية، ومهارة في الأداء المباشر، كما أن الإنشاد المباشر قد يكشف الكثير من الأخطاء إذا لم يكن المنشد على قدر مناسب من موهبته وأدائه الفني، لذا تجد الكثير من المنشدين يتهربون من مواجهة الجمهور، وربما يكون المنشد في غاية التمكن والإبداع، ولكن يهاب الجمهور عند اعتلاء المسرح. وأعتقد أن أي شخص صوته مناسب نوعاً ما، يستطيع أن يكون منشداً جيدا بمساعدة الآلات والبرامج المحسنة للصوت..وهذا للأسف ما نواجه في هذه الأيام مما أضعف من قيمة الإنشاد في أعين الناس، وأتمنى من المنشدين إبراز أصواتهم الحقيقة بدون تلاعب، فما كان خفياً الآن، بالتأكيد سيظهر في يوم من الأيام. الانشاد مهضوم الإنتاج المرئي في الإنشاد..هل أنصف المنشد من وجهة نظرك؟ حق الإنشاد في هذا الجانب مهضوم، ولا أدري لماذا التهاون في إنتاج المادة الجيدة ذات الاحترافية للأناشيد الإسلامية، هل لقلة الدعم أم لقلة الجمهور المتابع.. أم أن المجالات الأخرى تستقطب الحرفيين المميزين لفارق الربح الكبير لهم؟ أمور كثيرة صعب تحديدها .. كل ما أكده أن الكليبات الإنشادية إذا زادت احترافيتها وجمالياتها وطورت من أفكارها ستجد شريحة كبيرة من الجمهور تتجه إليها، وسوف تستقطب مع مرور الزمن الكثير من أصحاب التوجهات الأخرى، وميزة الكليبات الإنشادية عن غيرها، أنها غالبا ما تعالج القضايا الإنسانية والدينية، و ذات أهداف مجتمعية نبيلة مقارنة ببعض الفنون الأخرى التي هدفها الأساس التسلية والترفيه. تكاليف باهظة من المعروف أن تكلفة الفيديو كليب باهظة، فكيف تعوض الشركة المنتجة ذلك في ظل تدنى العائد التجاري منها؟ التجربة الإنشادية لا زالت تختلف تماما عن التجربة الغنائية في تمويلها وحساب أرباحها وخسائرها، وميزانية كليب إنشادي سينمائي لا تصل كلفته المالية إلى ثلث كليب سينمائي غنائي، نظرا لأن عدد أيام التصوير أقل، كما أنه يتم إنتاج الكليبات الإنشادية عن طريق جهات ترعى هذه الأعمال وتنفق عليها، إيمانا منها برسالة النشيد، ولا يكون الهدف الرئيس لها الأرباح الكبيرة.أما مؤسسات الإنتاج فلا زالت تتخوف من تبني إنتاج كليب ضخم خوفا من عدم تغطية المبيعات لتكاليف المنتج الفني أو لأن عوائده المالية أقل. اتهام صحيح البعض يقول إن عدد المنشدين الحقيقيين بالمملكة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .. هل تعتقد أن هذا التصور مبالغ فيه؟ هذا صحيح بالفعل، هناك أشخاص قدموا للإنشاد الكثير والكثير من العطاء والإبداع، بالإضافة إلى تواضعهم الشديد جداً رغم ما وصلوا إليه من مكانة عالية، ومن هؤلاء المنشدين،والذين أعتز بفنهم كثيراُ ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :" سمير البشيري، عبدالله السكيتي، محمد الغزالي، بندر عاشور، عمر الضحيان، محمد السلمان، وغيرهم ". وما هي أكثر الجوانب التي يفتقدها الإنشاد من وجهة نظرك؟ الإبداع .. الإتقان.. الإخلاص.. كلها عناصر يفتقدها الإنشاد كثيراً.. وإذا توفرت تلك الجوانب والعناصر سيكون للإنشاد قيمة في عالمنا المعاصر، ومنافساً لجميع المجالات الأخرى، والتي للأسف تجذب الشريحة الأكبر من المشاهدين. وهل أنتم مع ظهور الكليبات الإنشادية في قنوات الأغاني ؟ بالعكس الفضاء مفتوح للجميع، والمشاهد هو الذي سيختار، وأرى أن هناك نوعية من الجمهور لا نستطيع الوصول لهم إلا عن طريق هذه القنوات الغنائية، وبالتالي عرض الأناشيد فى الفضائيات الغنائية مهم جدا. أقوى المنشدين بكل صراحة..لو تم اختيار مسابقة لأقوى بلد إنشادي، فمن تختار؟ ولماذا؟ سؤال يصعب الإجابة عليه في الحقيقة لأن كل بلد لها من يمثلها من المنشدين الرائعين فمن سوريا تجد أبو راتب ومن العراق تجد محمد العزاوي، ومن الإمارات تجد أسامة الصافي، وكذلك من السعودية سمير البشيري، ومن مصر أحمد بو شهاب، ومن لبان ماهر زين، ومن اليمن عبدالقادر قوزع، وبشكل عام وبدون مجاملة أجد أن اليمن قد تكون من أقوى الدول،فلقد أخرجت لنا العديد من المنشدين المتميزين. الفيديو كليب" صناعة جديدة على فن الإنشاد..فماذا أضاف إليه؟ الكليب كما ذكرت له دور كبير في سرعة الانتشار، وتعريف الناس بهذا الفن، وفي الآونة الأخيرة ظهر العديد من الأعمال الفنية الإنشادية المنافسة في فكرتها، وطريقة تصويرها، وهو ما جعل العديد من القنوات الغنائية تقدم الكليبات الإنشادية في شهر رمضان بمساحة كبيرة جدا، والوطن يفتخر بطاقة وطنية مميزة أنتجت أكثر من 14 فيديو كليب سينمائي تبث كلها حاليا على القنوات الفضائية وبأعلى الإمكانيات . وما هي الجهة المرتبطة بفن الإنشاد ، وتود أن توجه لها رسالة معينة للارتقاء به؟ بدون تردد ..مؤسسات الإنتاج الإعلامي ، و لابد أن ترتقي بالمجال الإنشادي ، وبلا شك الأسر تحتاج دائماً إلى من يساعدها على تقويم أبنائها ، ولا احد ينكر دور الإعلام كوسيلة التواصل الأسرع والأقرب لكل منزل ،فإذا كان الإعلام بمضمون هادف ، بالتأكيد سيعود ثمارها على الأسرة والمشاهد بشكل عام . أخيرا، ومن خلال خبرتكم في هذا المجال.. ما هي أبرز السلبيات التي تلمسونها في الحقل الإنشادي، وتدعون إلى تجاوزها؟ أعتقد أن أبرز السلبيات هي ظهور الكليب الإنشادي بشكل ضعيف المستوى، مما يعطي انطباعاً غير جيد عن الإنشاد بشكل عام، وأيضا إدخال عنصر الموسيقى أو النساء إلى الكليبات الإنشادية الإسلامية.