أكد أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أن الاستثمار الحقيقي هو في أبنائنا الطلاب، كونهم عماد المستقبل وهدف التنمية الأول في جميع دول العالم فبهم يصنع القادة ورجال الأمم.. وقال خلال رعايته مساء أمس حفل تدشين ووضع حجر الأساس لعدد من مشروعات المباني المدرسية في عسير: "أنا سعيد بان أشاهد هذه المدارس المتطورة وهذا الأسلوب الحديث من أساليب التعليم لا سيما ونحن في عصر التكنولوجيا وعصر التقدم، ولن تقف المملكة وراء الدول الأخرى ولكن الجهود سوف تستمر لتكون المملكة في المكانة اللائقة، متمنياً مشاهدة المزيد من هذه المشاريع النوعية والمتطورة". وبدأ أمير عسير بافتتاح العيادة الوقائية المتنقلة التي تهدف إلى تعزيز صحة المجتمع المدرسي وتقديم الخدمات الصحية المدرسية التي تتسم بالجودة والإتقان بواسطة فريق يتمتع بالكفاءة. بعد ذلك تجول أمير منطقة عسير في مرافق المبنى حيث شملت الزيارة قاعتي جيل الغد والفنون والمكتبة المدرسية واطلع على ما تحويه من الكتب القيمة بالإضافة إلى استراحة المعلمين والمرافق الرياضية, كما شاهد عروض التايكوندو لعدد من طلاب المدرسة. وأطلق أمير منطقة عسير خلال الاحتفال المجالس الطلابية في 1300 مدرسة للبنين والبنات، إذ يقوم على إدارتها والترشيح لها ووضع برامجها طلاب وطالبات، وفق لائحة تم إعدادها لهذا الغرض على أن يتولى الطلاب والطالبات الراغبون في الترشيح تقديم برنامج انتخابي لهم، يليه عملية التصويت، في خطوة تهدف إلى تكريس إشراك الطلاب والطالبات في صنع القرار، وتبني الأفكار البناءة، حيث سيقوم المنتخبون برفع تقارير دورية عن توصيات مجالسهم، وبما يسهم في تطوير العملية التعليمية والتربوية، وإيصال صوت النشء، وذلك بعد أن تم تجهيز المدارس بالأدوات اللازمة لعمل المجالس. وتخلل برنامج الاحتفال تدشين العيادة الطبية المتنقلة لتقديم الخدمات الطبية للطلاب والطالبات في مواقع دراستهم، بعد أن تم تزويدها بالاحتياجات الطبية الأساسية للطب العام بشكل عام والأسنان بشكل خاص، فيما جرى تزويدها بالكوادر البشرية، لتقوم بزيارة المدارس، وتفقد وضع الطلاب والطالبات من الناحية الصحية، ومن ثم تقديم الخدمات اللازمة للمحتاجين، وهم في مقر دراستهم، وبما يعمل على توفير الجهد عليهم وعلى أولياء أمورهم. وتشتمل العيادة على ركن توعوي، يعنى بتثقيف النشء من الناحية الصحية، والتعريف بالأساليب والممارسات الصحية التي يجب اتباعها من قبل الطلاب والطالبات حفاظا على الصحة العامة. وبدوره أكد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان أن هذا الحفل يأتي متزامن مع اليوم العالمي للمعلم و"نحن نفخر في هذه المنطقة من وطننا الغالي بأن تكون هذه المشروعات هي الأعلى على مستوى المملكة في العدد والتكلفة, حيث يزيد عددها عن 304 مشروعات التي تبلغ تكلفتها أكثر من مليار وثمانمائة مليون ريال". وبيّن آل كركمان أنه تم الانتهاء من إنشاء أكثر من 100 مدرسة مكتملة التجهيز بتكلفة تجاوزت 658 مليون ريال وأكثر من 110 مبنى تحت التنفيذ بقيمة 724 مليون ريال, و23 مدرسة تم تطويرها بمختلف التجهيزات بقيمة 104 ملايين ريال, بالإضافة إلى تنفيذ 13 صالة رياضية بقيمة 140 مليون ريال. وأشار إلى أن المشروعات التعليمية والتطوير في مرافق التربية تهدف إلى تحقيق الاحتياجات التعليمية والتربوية والتي ستسهم بإذن الله في توفير بيئة مدرسية جاذبة للطلاب والطالبات, كما أسهمت في خفض أعداد المباني المستأجرة من 33 % إلى 13 % من إجمالي مدارس المنطقة. وبيّن أن هذا الدعم ما كان له أن يتحقق لولا توفيق الله ثم بالدعم غير المحدود الذي يحظى به قطاع التربية والتعليم في هذا الوطن المعطاء من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- إيماناً منهما بأن أثمن ما تملكه هذه البلاد الغالية هم أبناؤها وأن الاستثمار فيه لا يوازيه استثمار. وقال آل كركمان: "إننا ندرك بأن المسؤولية جسيمة والأمانة عظيمة والتحدي كبير في سبيل تحقيق رسالة هذه الإدارة والمتمثلة في إعداد أبنائنا وبناتنا للعيش والعمل في عالم يتسم بالتغير, إذ لابد لنا من إعدادهم الإعداد الجيد والأخذ بأيديهم لامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين في عالم لا يعترف إلا بالتميز والتفوق والانجاز والإبداع خدمة للدين ثم للمليك والوطن". عقب ذلك شاهد أمير منطقة عسير والحضور عرضاً مرئياً عن تطور قطاع التربية والتعليم والمرافق التابعة لها وما وصلت إليه من الإنجازات والتطوير في المباني المدرسية وتجهيزها بكافة الوسائل التعليمية والتقنية, ثم قدمت مجموعة من طلاب المدرسة الابتدائية النموذجية بأبها فقرة بعنوان "قناديل السماء". وفي ختام الحفل سلم أمير منطقة عسير الدروع التذكارية لعدد من مديري الدوائر الحكومية في المنطقة, ثم تسلم هدية تذكارية من الإدارة العامة للتربية والتعليم بعسير بهذه المناسبة.