استضافت بلدية دبي ممثلة في دائرة التراث العمراني، الملحق الثقافي السعودي في الإمارات العربية المتحدة الدكتور عبدالله بن موسى الطاير، الذي ألقى محاضرة عن الثقافة الملموسة بالتطبيق على التراث المعماري وانعكاساته على الهوية في قراءة إتصالية للصورة الذهنية لتراثنا المعماري بصفته ثقافة ملموسة ذات تأثير مباشر على الهوية المحلية والوطنية. وقدم للمحاضرة المهندس أحمد محمود رئيس قسم تنفيذ التراث بالدائرة، وحضر عدد من المهتمين والمهتمات المحاضرة التي دار بعدها حوار عن موضوعها. وقال الدكتور الطاير في مستهل محاضرته: إن "اهتمامه بالإعلام والعولمة والهوية والإنتماء دفعه إلى اختيار هذا الموضع للحديث وتبادل الرؤى والأفكار؛ وذلك في محاولة لسبر العلاقة والمقاربة بين كل من الطراز المعماري كثقافة ملموسة، والهوية والإعلام". وقال: "إن الثقافة الملموسة تساعد على تعريف وتحديد سلوك المنتمين إليها ليس بالضرورة من خلال تصرفاتهم اللفظية، وإنما من خلال سلوكهم في التعامل معها". مؤكداً أن التراث العمراني هو جزء مكون لهويتنا الثقافية لا يجب أن يختزل للدلالة على الماضي، وإنما كمنجم يلهم المعماريين في هذا العصر تطوير طرز تناسب العصر وتستند على تراث محلي راسخ في النفوس ومتمكن من المشاعر، نعايشه ونتعايش معه سلوكاً تطبيقياً تقف اللغة المنطوقة عاجزة عن الإحاطة بتلك العلاقة. مشيراً إلى أن التراث العمراني يصنع التنوع والانسجام بين أطياف المجتمع، ولذلك فهو أساس مهم من أسس المواطنة الحقة. ورفض الطاير التمترس وراء المخاوف من الجديد، معتبراً أن التمسك بهويتنا المتمثلة في تراثنا وطرزنا المعمارية لا يعني العيش في خيمة الماضي، فقد تطور مفهوم الخيمة بما يتناسب مع العصر، لكنها بقيت خيمة لها وقع خاص في نفوسنا وترسل دلالة حضارية يلمسها الآخرون عن خصوصيتنا في مجتمعاتنا. وقال: "إننا نسافر ونجول في هذا العالم متسع الأرجاء ونستوحي منه أفكاراً معمارية وطرزاً جميلة، فإذا أعجبنا نموذج محدد واستنسخناه في أرضنا فإننا نوجد معلماً جديداً وطارئاً على هويتنا، لكن إذا أخذنا فكرة ذلك الطراز وعملنا على تعديلها بما يتواءم مع بيئتنا بكل معطياتها فإننا بذلك نستنبت طرازاً ملائماً لحاجاتنا ومنسجم مع بيئتنا لا يلبث أن يندمج في الإطار العام لهويتنا المعمارية".