قالت الكاتبة والباحثة الفلسطينية بجامعة "إكسيتر" البريطانية غادة كرمي، إن المساعي الفلسطينية لنيل عضوية الأممالمتحدة لم تجد نفعاً حتى الآن طوال الفترة الماضية، وأن الحل يكمن في دولة واحدة وليس في وجود دولتين. وفي مقالها "الفلسطينيون بحاجة إلى حل الدولة الواحدة" تقول كرمي: "إن إفلاس الأفكار فقط قد يكون الدافع وراء تجدد المساعي الفلسطينية لنيل عضوية الأممالمتحدة بالنظر إلى الوضع الحالي للإذعان الأمريكي للهيمنة الإقليمية لإسرائيل والنجاح "المذهل" للأخيرة في تحويل انتباه العالم عن هذا الصراع إلى السلاح النووي الإيراني الذي "لا وجود له". تتساءل الكاتبة في ظل الأوضاع الحالية واعتماد الاقتصاد الفلسطيني على نظيره الإسرائيلي، وتأثير ذلك على الأوضاع الاقتصادية الصعبة للفلسطينيين في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة التي بلغت 40% بين الشباب، ما إذا كان من الممكن إعادة تقييم الإستراتيجية السياسية للفلسطينيين. ويشير المقال إلى أن الحقيقة على الأرض تؤكد سيطرة إسرائيل على 62% من أراضي الضفة الغربية مع استمرار بناء المستوطنات، ورفض إسرائيل الدعوة إلى تسوية بناء على حل الدولتين. وتقول الكاتبة إنه لا توجد معارضة كبيرة لحق الفلسطينيين في إنشاء دولة، "لكن هذا ببساطة لا يمكن أن يتحقق بالنظر إلى الواقع الحالي"، وإنه كان دائماً من الحماقة السعي إلى حل الدولتين في سياق حال دون تحقيقه. وترى الكاتبة أن إسرائيل وفلسطين اليوم وبصورة واضحة دولة واحدة من المستحيل تقسيمها، لكنها دولة تمييزية تطبق نظاماً أشبه بنظام التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين دون عقاب، ويمثل عدم المساواة الاقتصادية الكبيرة أحد المؤشرات على هذا النظام. وتعتبر الكاتبة أن هذا الوضع يتطلب استراتيجية جديدة وهو ما سمته "الخطة البديلة" لتحول النضال الفلسطيني من أجل دولتين إلى دولة واحدة بحقوق متساوية داخل ما وصفتها "بدولة وحدوية" حالياً تسيطر عليها إسرائيل. وتشير إلى أن الخطوة الأولى في هذه الخطة تتمثل في تفكيك السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي أو على الأقل تغيير توجه القيادة الفلسطينية. وتشدد على ضرورة أن تقود السلطة الفلسطينية حملة تهيئة الفلسطينيين للتخلي عن فكرة الدولتين والنضال من أجل حقوق متساوية في المقابل، وترى أنه بذلك سيفتضح واقع إسرائيل ولن يكون هناك جدال في منطق النضال من أجل الحقوق المدنية.