اشترط رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، تخلي إسرائيل عن جميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان قبل الاعتراف الإقليمي بها, مؤكداً أن المنطقة لا تريد مزيداً من إراقة الدماء، ولكن رغم رغبتها في السلام، فإنها لن تتسامح في ما يرقى إلى اللصوصية. وقال الفيصل في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم إن بلاده هي مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، وهي كذلك قوة عظمى في الطاقة وزعيمة فعلية للعالمين العربي والإسلامي. وأضاف الفيصل أن السعودية ستقيد نفسها بأعلى معايير العدل والقانون، وعليه فإنها سترفض أي تقارب مع إسرائيل حتى تنهي الأخيرة احتلالها غير القانوني للضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا في لبنان. وأشار إلى أن قيام بلاده بخطوات دبلوماسية نحو التطبيع قبل عودة الأراضي إلى أصحابها من شأنه أن يقوض القانون الدولي ويغض الطرف عن الممارسات اللا أخلاقية. وقال إن المؤيدين لإسرائيل يتشدقون بميثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل دليلاً على الموقف الفلسطيني نحو حل الدولتين دون أن يلتفتوا إلى عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي نفسه. وتابع أن إسرائيل لم تقدم أي خطة سلام على الإطلاق، في حين أن السعودية أطلقت اثنتين، أولاهما خطة الملك فهد للسلام عام 1982 وثانيتهما مبادرة الملك عبد الله للسلام عام 2002، مشيراً إلى أن كلتيهما حظيتا بدعم عربي وتجاهل إسرائيلي. ورأى الفيصل أن الخطوة الأولى نحو السلام وحل الدولتين تتمثل في إزالة جميع المستوطنات في الضفة الغربية، وفي ممارسة المجتمع الدولي في الوقت نفسه ضغطاً على تل أبيب للتخلي عن الأراضي العربية المحتلة كافة. واختتم بأن دول المنطقة لا تريد مزيداً من إراقة الدماء، ولكن رغم رغبتها في السلام، فإنها لن تتسامح في ما يرقى إلى اللصوصية، داعياً إلى التوقف عن ممارسة الضغوط على تلك الدول لمكافأة إسرائيل على إعادة أراضٍ سلبتها في السابق.