قال خبراء ومحللون انه بفضل الجهود الأمنية للمملكة وما لقاه تنظيم القاعدة من عداء بين أفراد الشعب السعودي، أجبر على الخروج منها، ولم ينجح في إعادة بناء نفسه في المملكة . وأضافوا إن القاعدة أصبحت تحت ضغط شديد ليس في المملكة فحسب بل في الدول المجاورة باستثناء اليمن، لكنهم أكدوا على وجوب الحذر من جاذبية فكرة الجهاد لدى الشباب. وجاءت آراء المحللين في إطار تحقيق عن القاعدة نشر بصحيفة " الجارديان" البريطانية، حيث قسم المحللون القاعدة الآن إلى النواة الصلبة متمثلة في قيادة التنظيم، والمجموعات المنفصلة في بلدان مختلفة، وأفكار تحرك وتجذب الأفراد. وقالت الصحيفة : كانت القاعدة في السعودية أحد هذه المجموعات الفردية، لكن قوات الأمن السعودية أجبرت التنظيم على الخروج منها، فلجأ إلى اليمن، الدولة المجاورة، حيث الفقر والصراعات هيئا للتنظيم استعادة نشاطه، ومنها الهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن، إلى جانب استهداف الأجانب. ويقول توماس هجهامر الخبير بجامعة هارفارد " لم يستطع تنظيم القاعدة إعادة بناء نفسه في السعودية، وهى المكان الذي لم يحظ فيه بشعبية على الإطلاق". وأضافت الصحيفة : لقد أدارت السلطات السعودية برنامجاًً لاجتثاث التطرف من جذوره، ففي الشهر الماضي فقط ألقت السلطات الأمنية السعودية القبض على حوالى 40 من عناصر القاعدة، ولم يفلت سوى عنصر واحد ادعى انه تائب، ووضع المتفجرات في جسده، ثم فجر نفسه في محاولة فاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف "العقل المدبر" لجهود الحرب على الإرهاب في المملكة. وفى نفس الوقت ضعف التنظيم في بقية دول المنطقة حيث أصبح يعانى مناخاًً معاديا من قبل الناس، وتأتى مواجهات القاعدة مع حركتي حماس وحزب الله اللذين ينظر إليهما على أنهما طليعة المقاومة ضد إسرائيل، لتشل التنظيم بشكل خطير. يقول نيجل أنكستر من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن " إن القاعدة لم تعد ذلك التنظيم القوى" ويستدرك " لكن بالنسبة للتنظيمات الإرهابية فإن مجرد البقاء حياًً هو انتصار في حد ذاته، انه يعيش ليضرب يوماًً ما في مكان ما" . وعن الجانب الفكري في قضية القاعدة قالت الصحيفة: إن فكرة الجهاد كانت للشباب الذين انضموا للقاعدة " خياراًً لأسلوب حياة". وعن نقطة الضعف في جهود محاربة التنظيم قال أنكستر " إن جاذبية فكرة الجهاد لدى شباب المسلمين، تجعل من هذا الشباب عرضة للاستهداف". أما اندرو سيلك من جامعة شرق لندن فيقول " لابد من معالجة أسباب التطرف، والتي لم يتم التطرق إليها حتى الآن، وان كانت العراق قد سقطت من على شاشة الرادار، فمازالت أفغانستان في الصورة" .