سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صنعاء تريد الحصول في اجتماع لندن على التزام بدعمها مادياً وأمنياً وسياسياً مسؤول أميركي ل «الرياض» :ضرورة الربط بين التحديات الأمنية والتنموية في اليمن
تتطلع صنعاء الى حصولها خلال الاجتماع الدولي المقتضب الذي استضافته لندن امس وتشارك فيه 24 دولة، على التزامات قوية بدعمها ماديا وامنيا وسياسيا من اجل مكافحة التشدد وتعزيز التنمية في بلد يعتبر من افقر دول العالم وبات جبهة اساسية في الحرب على القاعدة. واكد وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي في لقاء مع خبراء واعلاميين في معهد شاتهام هاوس للدراسات عشية الاجتماع ان "ما نريده من هذا الاجتماع هو الالتزام. نريد اعلانا من هذه المجموعة من الدول، وقد تنضم دول اخرى في المستقبل، يشمل التأكيد على الالتزام بمواجهة تحديات التنمية في اليمن". واضاف القربي الذي يشارك في الوفد الرسمي لبلاده برئاسة رئيس الوزراء علي مجور ان صنعاء تتوقع ايضا من الاجتماع التأكيد على "بناء قدرات اليمن على محاربة التشدد". واعتبر ان ذلك "جزء من برنامج التنمية الا انه يضم وجها آخر يتعلق بالامن، اذ يتضمن بناء قدرات الوحدات اليمنية في مجال مكافحة الارهاب". الا ان القربي قال ايضا إن حكومته بحاجة الى دعم سياسي. وتواجه صنعاء تمردا شرسا في شمال البلاد وحركة احتجاجية انفصالية واسعة النطاق في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة قبل 1990. وقال القربي إن "النقطة الثالثة (من توقعات الحكومة) تتعلق بالوضع السياسي في اليمن وبالطريقة التي يتم تصوير الاجتماع في العالم العربي على انه اجتماع للتدخل في شؤون اليمن الداخلية وليس لمساعدة اليمن والعمل معه لمواجهات التحديات". واضاف "بالتالي يجب ان يكون هناك اعلان واضح بان الاجتماع هو لدعم وحدة اليمن واستقرار اليمن". وقد وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى لندن للمشاركة في اجتماع اليمن الذي يعقد الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش ويستمر ساعتين فقط، وذلك عشية مشاركتها في المؤتمر الدولي حول افغانستان الذي تجتمع فيه اكثر من ستين دولة في العاصمة البريطانية للبحث خصوصا في سبل تعزيز استقرار افغانستان. وتشارك 24 دولة على مستوى وزراء الخارجية او من ينوب عنهم في الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في اعقاب محاولة الهجوم الفاشلة التي استهدفت طائرة اميركية يوم الميلاد والتي نفذها انتحاري نيجيري تلقى التدريب في اليمن. واتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ معقلا له في اليمن بتدريب وتجهيز الشاب النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب من اجل تفجير الطائرة التي كان على متنها 253 شخصا. وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم، كما تبناه الاحد زعيم القاعدة اسامة بن لادن شخصيا في تسجيل صوتي. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان اجتماع لندن سيتطرق الى "المساعدة التي يجب تقديمها للحكومة اليمنية من اجل تحسين وضع الامن واستئصال القاعدة فضلا عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية". ويبقى الموضوع الانمائي الاكثر الحاحا بالنسبة لصنعاء التي تعتقد انه اساس مشكلة التطرف وسائر مشاكل اليمن. وقال القربي إن المساعدات الدولية التي تقدم لليمن في مجال التنمية "غير عادلة". وذكر ان اليمن "في اسفل قائمة الدول الحاصلة على الدعم الدولي". على الصعيد ذاته قال مسؤول اميركي رفيع المستوى ل (الرياض)أعتقد بأن اليمن مثال آخر للشراكة العميقة بين المملكة والولاياتالمتحدة. ونحن نثمن الدور السعودي والرؤية السعودية وفهمها للوضع في اليمن، ونقدر للملكة المشاورات التي نجريها معها لتقييم الوضع في اليمن وما يمكن للمجتمع الدولي والاقليمي أن يقدمه لليمن لمساعدته في مواجهة ومعالجة التحديات الماثلة أمامه. بالنسبة للولايات المتحدة فهي تدرك التحديات الأمنية التي يواجهها اليمن، وهنا أريد أن أؤكد على دعم واشنطن لوحدة اليمن ونأمل في العمل مع اليمن لتعزيز وحدته، ولكننا نرى ضرورة الربط بين التحديات الأمنية وتحديات التنمية، ولا نريد أن تكون مشاركتنا اليمن قاصرة على دعمه في مواجهة الإرهاب، صحيح أننا بحاجة إلى تقديم العون والمساعدة للحكومة اليمنية لمواجهة تنظيم القاعدة لأن الأخيرة تمثل تهديداً لنا كما هو لكم، فقد تعرضت سفارتنا في صنعاء لهجوم من القاعدة في 17 سبتمبر 2009م، وكذلك الحال بالنسبة للمملكة فقد تعرضت هي الأخرى لهجمات القاعدة وكانت هنالك محاولة استهدفت صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. القاعدة تشكل خطراً وتهديداً ولدينا من المبررات والقناعات لمساندة جهود اليمن في القضاء على القاعدة، ولقد تشجعنا بالتصميم الذي أبدته حكومة الرئيس علي عبدالله صالح منذ ديسمبر في ملاحقة بعض قادة القاعدة في اليمن، هذا جزء من القصة، الجزء الآخر هو حاجتنا للعمل لمساعدة اليمن في معالجة قضايا وتحديات التنمية، فالتنمية والأمن يسيران معاً، واليمن لا يواجه تحديات أمنية فقط، بل يواجه مشكلة في شح موارد المياه، ويواجه تراجعاً سريعاً في العائدات وزيادة في نسب المواليد تبلغ النسبة 3.2 بالمائة، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم وسوف يتضاعف عدد السكان في اليمن بحلول عام 2038، وأنا لا أوصي هنا بوجود علاقة مباشرة بين الفقر والإرهاب، ليس هذا هو الحال في الغالب أو على الدوام ولكني لا أنفي أنه في حالة الشعور باليأس والإحباط تتولد قناعات وتكون فكرة التطرف جذابة وتلقى هوى في بعض النفوس، وقد قلنا لليمنيين بأننا في الولاياتالمتحدة نريد أن نركز معهم على مجالات الصحة والتعليم وعلى إيجاد فرص اقتصادية ووظائف حتى يشعر الناس بأن الحكومة مسؤولة عنهم وتحس بمشاكلهم ومعاناتهم. ولا يقتصر هذا الدور على الولاياتالمتحدة، فالمملكة لها دور كبير لعبته ولا تزال تلعبه تجاه اليمن، ونأمل من مؤتمر لندن الذي يعقد على المستوى الوزاري بأن يظهر مدى اهتمام المجتمع الدولي باليمن وتصميم المجتمع الدولي على مساعدة اليمن وفي حشد الجهود الدولية لمساعدة شعب اليمن.