قال مسؤول في الديوان الملكي الأردني إن الملك عبدالله عاهل الأردن أبلغ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس اليوم الاثنين بأن البناء في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل عقبة كبيرة أمام إحياء محادثات السلام. وأجرى بيريس محادثاته مع العاهل الأردني في عمان خلال زيارة للمملكة لم يعلن عنها مسبقاً، في أجواء من التوتر في المنطقة التي تشهد اضطرابات خصوصاً في سوريا المجاورة. وجاء اجتماعهما بعد فترة جمود في العلاقات، وكان الملك عبدالله اتهم إسرائيل بعرقلة محادثات السلام عن طريق تكثيف أعمال البناء في القدسالشرقية والضفة الغربية. وقال المسؤول لرويترز إن الملك عبدالله شدَّد على ضرورة أن تُنهي إسرائيل كل الخطوات المنفردة، وخصوصاً كل أشكال البناء في المستوطنات التي تمثل عقبة حقيقية وكبيرة تعترض جهود تحقيق السلام. وقال المسؤول إن بيريس أطلع العاهل الأردني على الإجراءات التي تعتزم إسرائيل اتخاذها لإعادة بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية. وقال مسؤول الديوان الملكي إنه تم إبلاغ بيريس بأن أي إجراءات تغير وضع القدسالشرقية ستوجه ضربة قوية لأي جهود للسلام. ونقل المسؤول عن العاهل الأردني قوله لبيريس إنه ينبغي لإسرائيل الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تغير ملامح القدس أو تؤثر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. وشدد الملك عبدالله على أن نهاية الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود هو حل الدولتين الذي يؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية بجوار إسرائيل.
وقال مسؤولون أردنيون إن ضغوط الملك عبدالله على القيادة الإسرائيلية كانت من الأسباب الأساسية لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاجئ أمس الأحد تأجيل هدم جسر للمشاة في المناطق الدينية في مدينة القدس. وقال مكتب بيريس في بيان في القدس إن الرئيس الإسرائيلي أبلغ العاهل الأردني بأنه "لا يمكن الوصول إلى حل دولتين لشعبين إلا من خلال مفاوضات مباشرة وليس من خلال اللجوء إلى الأممالمتحدة". وقام الملك عبدالله الأسبوع الماضي بزيارة نادرة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. وأيد الأردن بقوة جهود الفلسطينيين للتقدم مباشرة بطلب للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة.