يقر الأول بأنه يثير الملل فيما يعرف الثاني بتكتمه. إنهما المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي الديموقرطي تيم كين والجمهوري مايك بنس. فهل يتمكنان من اجتذاب اهتمام الأمريكيين في المناظرة بينهما (الثلاثاء)؟ لن تكون المهمة سهلة؛ لأن ظل المرشحين إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون ودونالد ترامب هو الطاغي في هذه الحملة غير المسبوقة. لكنهما قد ينجحان فيها إذا خففا من مبالغاتهما ونجحا في إقناع المترددين الذين لا يزالون كثيرين. المواجهة بين كين وبنس ستكون مساء اليوم (الثلاثاء) في فارمفيل بولاية فرجينيا في إطار مناظرة وحيدة تلحظها الحملة لمرشحي نيابة الرئاسة، في حين يتواجه المرشحان للرئاسة في ثلاث مناظرات. ويقر كل منهما بأن «السقف عال» غداة أول مناظرة بين كلينتون وترامب غلب عليها التوتر واستقطبت عددا قياسيا من المشاهدين ناهز 84 مليونا. أما العتبة التي ينبغي أن يبلغاها فهي 69,9 مليون مشاهد رغم ذلك، يكتسب دور نائب الرئيس أهمية من كونه يحل محل الرئيس إذا توفي أو استقال، علما بأن المرشحين للبيت الأبيض هما بين الأكبر سنا في التاريخ: فكلينتون ستتم قريبا عامها ال 69 وترامب في عامه ال 70. وليس المطلوب فقط من تيم كين ومايك بنس الخروج من الظل ليعرفهما الناخبون من قرب، بل أيضا تعويض مكامن الضعف والمبالغة لدى المتنافسين على الرئاسة. وقد يساعد المرشحان لنيابة الرئاسة في اجتذاب المترددين بالنظر إلى عددهم الكبير في هذه الانتخابات. فالسناتور تيم كين سيقدم لهيلاري كلينتون ولايته فرجينيا، إذ يتمتع بشعبية كبيرة يمكنها الاتكاء عليها لخوض معركة غير سهلة. كذلك، يتقن كين الإسبانية بعدما أمضى شبابه في هوندوراس، وهي ورقة رابحة لجذب القاعدة من أصول إسبانية، علما بأنها تثير حذر الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي وأنصار المرشح السابق برني ساندرز. في المقابل، يقدم المحافظ المتشدد مايك بنس حاكم ولاية إنديانا خبرته السياسية لترامب الآتي من عالم الأعمال. ويعتبر غولدشتاين أن هذه الخبرة تشكل «بديلا مهما». كذلك، قد يتمكن بنس من استقطاب اليمين الإنجيلي التقليدي إذا تعذر عليه إقناع الجمهوريين المعتدلين.