كشفت استطلاعات قياس السباق الرئاسي من كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري، نتائج الوضع المتأزم الذي يواجه المتنافسين في سبيل الوصول إلى كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن في الثامن من نوفمبر القادم. فقبل أيام أجرت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية استطلاعا لقياس توجه الناخبين في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك وأظهرت نتائجه الوضع الصعب الذي يواجهه المرشحين من الحزبين خصوصا هيلاري كلينتون التي حصلت على 48 نقطة وحصل ساندرز على نتيجة مقاربة (45) نقطة. وهي نتيجة تهدد هيلاري في كاليفورنيا وحزبها الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية النهائية. نتيجة كاليفورنيا تعد حاسمة في ترشيح الحزب لأي مرشح لأهميتها وثقلها الانتخابي، فعدم الحصول على نتيجة حاسمة فيها سيشجع بعض المفوضين أو الممثلين في الحزب على التصويت لصالح ساندرز وهو ما سيضعف موقفها. في المقابل، يتوقع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في كاليفورنيا فوزا ساحقا، فالاستطلاع يشير إلى حصوله على (49) نقطة، ويأتي بعده مباشرة تيد كروز ب (22) أي بفارق كبير (27) نقطة. وعلى الصعيد الحزبي فإن الصعوبة لكلا المرشحين تتمثل في أن الذين لن يصوتوا الآن لترامب من الجمهوريين هم الغالبية، وهؤلاء أشار 30 % منهم إلى أنهم سيصوتون لهيلاري في الانتخابات النهائية و12 %لن يصوتوا على الإطلاق. وفي ولاية نيويورك، وهي احدى اهم الولايات فقد أظهر الاستطلاع انه في الجانب الديموقراطي، تحظى هيلاري بدعم 52 % من المصوتين مقابل 42 % من المصوتين الداعمين لبيرني ساندرز. وفي الجانب الجمهوري، يحظى ترامب ب 53.4 % من الأصوات، في حين أن تيد كروز الذي يحتل المركز الثاني يحظى 22.1 % من الأصوات فقط، أما المرشح جون كايسيك فيحصل على 17.3 % من الأصوات. لكن الولاية التي نشأ فيها ترامب قد تشهد اندحاره السياسي مثلما حدث مع مرشحين رئاسيين جمهوريين قبله. ففي مقارنة بين أقوى المرشحين كلينتون وترامب تظهر استطلاعات الرأي أن الديموقراطية هيلاري والجمهوري ترامب هما المرشحين الأوفر حظا لخوض السباق القادم على البيت الأبيض. فكلينتون تكافح حتى تخلق حالة من الحماس بين الناخبين، بينما لا يلقى ترامب شعبية بين النساء والأقليات. ويقول الخبير الإستراتيجي الديموقراطي جو فيلاسكويز وهو من مؤيدي كلينتون إن اختيارها نائبا لها في السباق من الأمريكيين من الأصول اللاتينية سيحدث فرقا في الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وكولورادو ونيفادا وفرجينيا إذ يشكلون قطاعا كبيرا من سكانها، بسبب تصريحات ترامب العنصرية. ونظرا لعدم شعبية ترامب بين بعض الجمهوريين المعتدلين فقد تحتاج كلينتون مرشحا لنائب الرئيس قادرا على كسب أصوات هذا القطاع من الجمهوريين شخص مثل تيم كين من فرجينيا أو كوري بوكر من نيوجيرسي. أما في الحملة الجمهورية فقد تجعل حالة الاستقطاب الشديد التي أحدثها ترامب مهمة اختيار نائب له أكثر صعوبة، فطوال الجزء الأكبر من الحملة الانتخابية ظل عدد كبير من زعماء المؤسسة الجمهورية إلى جانب عدد من اللجان السياسية يبذلون كل الجهد لمنع ترامب من الفوز بترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة.