انتهت الانتخابات التمهيدية الأمريكية رسمياً، وكما هو معلوم فإن المرشح الجمهوري (إلى حين) هو الثري النزق، دونالد ترمب، والمرشح الديمقراطي هي هيلاري كلينتون، وبالنسبة لترمب وكلينتون، فإن الفوز بأصوات المندوبين اللازمة للترشح ليس هو نهاية المطاف، إذ يلزم أن يكون هناك إجماع على المرشح من قياديي الحزب، وكبار رجالاته، وكذلك يلزم أن يُصوِّت المندوبون في مؤتمر الحزب على المرشح بشكل رسمي، وهذا كله لن يتم إلا بعد عقد مؤتمر الحزب الجمهوري، في مدينة كليفلاند، بولاية أوهايو، في منتصف شهر يوليو القادم، وكذلك مؤتمر الحزب الديمقراطي، والذي سينعقد في نهاية شهر يوليو أيضاً، في مدينة فلاديلفيا، بولاية بنسلفانيا، ومع أن المؤتمر يقر، في العادة، ما يتفق عليه الناخبون، إلا أنه يحق للحزب أن يختار مرشحاً آخر، في حال رأى أن المرشح غير مؤهل لتمثيل الحزب في انتخابات الرئاسة، وأستطيع القول إن هيلاري كلينتون ستحصد الترشح، أما ترمب، فلا تزال فرصة إزاحته واردة. بعد فوز هيلاري بانتخابات ولاية كاليفورنيا الكبيرة والهامة، قبل أسبوع، اجتمع الرئيس أوباما، والذي يعتبر أكبر وأهم شخصية ديمقراطية حالياً، مع منافسها الوحيد، عضو مجلس الشيوخ، برني ساندرز، وحاول إقناعه بالانسحاب من السباق، ودعم هيلاري، إلا أن ساندرز لم يوافق، وقال إنه سيفكر في الأمر، وبعد ذلك أعلن أوباما، في فيديو قصير، دعمه لهيلاري، كمرشحة للحزب، وقال إنها أفضل من يقود الولاياتالمتحدة في هذه الظروف، وهذا دعم كبير لها، من أكبر شخصية سياسية في البلاد، وتبع أوباما شخصيات ديمقراطية كبرى في إعلان دعمها لهيلاري، مثل نائب الرئيس، جوزيف بايدن، وعضوة مجلس الشيوخ البارزة، اليزابيت وارن، وغيرهم، ولكن لن يلتم شمل الحزب تماماً دون انسحاب منافس هيلاري، برني ساندرز، والذي يملك شعبية لا يستهان بها بين أنصار الحزب، نظراً لاستقلاليته، وهجومه المستمر على المؤسسة السياسية الرسمية، ولوبيات المصالح، ومع أن كل الدلائل تشير إلى أنه سيدعم هيلاري في نهاية المطاف، إلا أن المفاجآت واردة. الحزب الديمقراطي لا يستطيع، أيضاً، الضغط على برني ساندرز للانسحاب من السباق لصالح منافسته هيلاري، وذلك لأن الأخيرة، ذاتها، رفضت الانسحاب من السباق لصالح باراك أوباما، في انتخابات عام 2008، وكادت أن تتسبب في تمزيق الحزب، ولم تنسحب إلا في وقت متأخر، وبعد ضغوط هائلة عليها، من كبار رجالات الحزب وأنصاره، والخلاصة هي أن هيلاري كلينتون، على العكس من دونالد ترمب، ضمنت ترشيح الحزب الديمقراطي، ويقف وراءها كبار رجالاته، وعلى رأسهم الرئيس أوباما، والذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يحظى، حالياً، بشعبية ممتازة، ولعل هذا يعطينا انطباعاً أولياً عن هوية الرئيس القادم، والذي سنؤجل الحديث عنه، حتى قبيل الانتخابات، تحسباً لمفاجآت قادمة!.