يعتبر مشروع قطار الحرمين السريع من أهم وأضخم مشاريع سكك الحديد في العالم، وينظر إليه على أنه من دعائم التنمية الاقتصادية في المملكة ونواة رئيسية لرؤية الدولة 2030. يربط هذا المشروع بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة عبر جدة، بطول 450 كيلومترا وهو مجهز بأحدث التقنيات بسرعة تفوق ال350 كيلومترا بالساعة. أهم إيجابيات هذا المشروع هي تخفيف الضغط والزحام على الطريق السريع، الراحة والأمان والسرعة التي يوفرها السفر بالقطارات، تقليل التلوث الناتج عن عوادم السيارات. وعلى الرغم من الفوائد المتعددة لتشغيل قطار الحرمين، فإن الضجيج الناتج عن سيره يؤدي إلى تأثير سلبي على سكان المناطق والقرى التي يمر بها سواء من الناحية البيئية أو من الناحية الاقتصادية. كلنا نعلم أن الضجيج المنبعث طوال النهار والليل في حال لم يجر الحد منه يؤثر على المدارس، المساجد، المستشفيات والمنازل القريبة من مسار القطار، وهذا الضجيج إذا ما تعدى 50 ديسبل، يساهم في تلوث بيئي ويؤثر على الصحة والنفس والاقتصاد. وأثبت دراسات عالمية كثيرة أن هناك انخفاضا كبيرا في قيمة المنازل والعقارات القريبة من مسار القطارات وينصح بالحد من الضجيج المنبعث للتقليل من الخسائر. ومن أجل تحديد الأماكن التي يمكن أن تتأثر من مسار القطار، أعدت حسب علمي الشخصي إدارة سكك الحديد (المالك للمشروع) دراسة قدمتها إلى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حددت فيها الأماكن التي تحتاج إلى حواجز الضوضاء ونالت موافقتها. ورغم الدراسة الصادرة إلا أن إدارة المشروع لم تأخذ بهذه التوصيات بالكامل، وخفضت الأماكن المقترحة للتوفير على أن يتم تركيب عوازل إضافية في المستقبل. وتخفيض أماكن حواجز الضوضاء، ربما يقلل من التكلفة في القريب العاجل، لكنها ستكون مضاعفة في المستقبل، نتيجة لارتفاع الأسعار، وعليه فإن صعوبة العمل بعد تشغيل القطار وسلامة الركاب والعمال يجعل كلفة إضافة الحواجز بالمستقبل عالية جدا. من تلك الأماكن التي ستتأثر بالمشروع، بوابة مكة الذي يعتبر من أهم المشاريع التطويرية ويمر القطار في وسط المشروع مما يؤثر عليه بالضوضاء. لذلك يجب على إدارة المشروع إعادة النظر بقرارها هذا وتركيب حواجز الضوضاء علما أن تكلفة التركيب تعتبر قليلة مقابل الضرر وتكاليف التعديل مستقبلا.