وأنت تهم بالانطلاق في جولة على طريق بيشة سبت العلايا تضع يدك على صدرك خوفا وتستعيد من أقاصي الذاكرة مآسي وقعت في هذا الشريان الذي لا يتوقف نبضه على مدار الساعة، إذ إن هذا الطريق لم يتوقف نهمه في حصد أرواح الضحايا لدرجة أنه لا يكاد يخلو منزل في محافظتي سبت العلايا وبيشة من ضحية بحادثة مرورية على هذا المسار الذي يمتد لأكثر من 100 كلم. وفي جولة «عكاظ» على هذا الشريان التقت عددا من مستخدمي طريق بيشة - سبت العلايا والذين أكدوا أن المسار المفرد يحصد بين الحين والآخر الضحايا مطالبين بضرورة ازدواجية الطريق لأنه وفقا لأقوالهم يحصد بين الحين والآخر الضحايا. وأكد عدد من الأهالي أن المعضلة تتمثل في أن هذا الشريان مفرد مطالبين بازدواجيته وتوسعته حتى لا يتواصل نزيف الدماء، ولافتين في الوقت نفسه إلى أن السير على هذا الطريق يعد مغامرة بحد ذاتها فقد اختفت معالم الطريق كعيون القطط والخطوط التنظيمية مما زاد من وقوع الحوادث. يقول سياف الأكلبي إن هذا الطريق رغم ما يشكله من أهمية وكثرة المركبات العابرة عليه إلا أنه بعيد عن الاهتمام من قبل الجهات المعنية رغم الحوادث المرورية التي تقع عليه على مدار الساعة فلا يزال هذا الطريق مسارا واحدا ولا يلوح في الأفق بارقة أمل بازدواجه ناهيك عن أنه أصبح مليئا بالحفر والتشققات والسير معه ليلا أصبح صعبا نظرا إلى اختفاء عيون القطط وخطوط السير كما أنه على طول مساره يخلو من أي مركز للهلال الأحمر ويبقى المصابون من ضحايا الحوادث تحت رحمة الإسعاف العشوائي أو انتظار قدوم فرق الإنقاذ من المدن البعيدة بل إن سالكي الطريق يتعرضون للتردي من أماكن مرتفعة ومنحدرات ويحوي الطريق منعطفات خطرة يجب أن تتم معالجتها. وشدد الأكلبي على توفير الحلول لهذا الطريق ومنها الإسراع بعمل ازدواجية للطريق وتوفير مراكز للهلال الأحمر وكذلك شموله بالمسح الأمني لقوات أمن الطرق. بينما يقول ناصر الشمراني إن الطريق يجب أن تتم العناية بوضعه الحالي، وما زال الأهالي في انتظار اعتماد مشروع الازدواجية الذي طال انتظاره فهناك نقاط سوداء على امتداد الطريق تتسبب في وقوع حوادث متكررة، ومن أبرزها الموقع أمام محطة شركة الكهرباء ب(شديق)، نظرا إلى كثافة دخول الشاحنات المغذية للمحطة بحيث تقطع الطريق وصولا إلى المحطة وهو ما يسبب حوادث كثيرة ونطالب أن يتم تخصيص موقف آخر لهذه الشاحنات دون أن تمر بالطريق حقنا لدماء الأبرياء الذين يذهبون ضحايا هذه الشاحنات. وكذلك مدخل مركز الثنية ومفرق حوران يعدان من المواقع التي تكثر بها الحوادث ويتطلب الأمر اتخاذ الحلول المناسبة. وأيضا مدخل مركز تبالة خصوصا أن السوق الشعبي يقام على الطريق وتسبب حركة دخول السيارات وخروجها من السوق حوادث وبالإمكان إزاحة السوق مسافة كافية عن حرم الطريق حفاظا على السلامة.