لو أن أوباما لم يستخدم حق النقض ضد قانون «جاستا» لكانت العلاقة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها التاريخيين ستكون في ذروة الامتحان، وإذا لم يمض هذا النقض فستعود الأزمة الأمريكية، لا مع السعودية، بل مع دول العالم كله. إدارة أوباما تقضي أيامها الأخيرة، غير أن السنوات الثماني التي أدارت بها التوازنات الدولية كانت ضعيفة للغاية، وهذا ليس كلاماً لكاتب عربي أو سعودي، بل نتاج كلام طويل عريض لخبراء مثل هنري كسينجر، وخبراء آخرين. في خطاب النقض يقول أوباما: «يهدد قانون جاستا بخلق تداعيات في علاقاتنا حتى مع أقرب شركائنا. فلو تم سن القانون، فربما ترى المحاكم أنه حتى الادعاءات الصغيرة التي تتهم حلفاء الولاياتالمتحدة أو شركاءها بالتورط في هجوم إرهابي معين في الولاياتالمتحدة بأنها ادعاءات كافية مما يفتح المجال لرفع الدعاوى والتقصي واسع النطاق تجاه بلد أجنبي، كما لو قام فرد من بلد أجنبي بارتكاب عمل إرهابي أو أصبح متطرفا بعد أن سافر من ذلك البلد»! هنا مربط الفرس، التحوّل بالعلاقة الأمريكية وحلفائها في الخليج لم يأتِ من الطرف الأمريكي فقط، يصف ذلك والي نصر في كتابه: «الأمة التي يمكن الاستغناء عنها»، فيقول عن الحلفاء: «إنهم لم يعودوا راغبين بالجلوس والاستماع وهزّ الرؤوس بالإيجاب كلما تحدثت الولاياتالمتحدة»! انفتاح أوباما على الأعداء التاريخيين أثر على وزن أمريكا في الشرق الأوسط، المنطقة التي تحدد المصائر وتضع الدوائر، والأخطر أن هيلاري كلينتون تشجّع على ترك الشرق الأوسط والبديل «التوجه نحو آسيا»!