قصة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ضاربة في تاريخ القمع الإيراني، ذلك الشخص الذي تمرس على دماء شعوب المنطقة والتخطيط لعمليات الاغتيال. بدأ ذلك الإرهابي المحترف يتدرب على يد الإرهابي الأكبر الخميني، حين بدأت انتفاضة الأكراد غرب إيران، مطالبين بحقوقهم القومية بالتزامن مع انتفاضات الشعوب غير الفارسية الأخرى كالتركمان والعرب الأحوازيين ضد نظام الخميني، وكانت هذه الانتفاضة الميدان المناسب لاكتشاف موهبة سليماني الدموية، فالرجل كان في بداية الصعود العسكري ما دفعه إلى إثبات دمويته ليكون الشخص المقرب من دائرة الملالي الإرهابية.. من هنا بدأ صداقة بين سليماني ودماء شعوب المنطقة.. نجح قاسم سليماني في مهمته الدموية وقمع الشعوب غير الفارسية وانتقل بعد ذلك إلى قمع انتفاضة الأكراد على جبهة مهاباد، عام 1979، ثم انضم إلى الحرس الثوري في العام التالي عندما تطوع للمشاركة في الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988 )، إنجازاته الدموية أوصلته إلى قيادة فيلق "41 ثأر " بالحرس الثوري وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من قادة الفيالق على الجبهات. في العام 1998 حين بدأت الثورة الخضراء في إيران، شكل سليماني فرق الموت في إيران التي كانت تشرف على اعتقال ومن ثم تعذيب كل من يتظاهر ويرفع شعار الحرية أو الديموقراطية، وأطلق قوات الباسيج في الشوارع بكامل صلاحيات القتل لتنتهي هذه الانتفاضة ببرك دماء إيرانية. صنفته واشنطن في العام 2007 على أنه شخص إرهابي مطلوب للعدالة الدولية، وفي العام 2011 وضعه الاتحاد الأوروبي على قائمة الإرهاب أيضا، ووضعته وزارة الخزانة الأمريكية وقياديا آخر بالحرس الثوري وهو حيدر تشيذري، على لائحة العقوبات، بسبب مشاركتهما النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011. وفي يوليو 2015 أوضحت ويندي شرمان، مساعدة الشؤون السياسية لوزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ستبقي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني على لائحة الارهاب الأمريكية.. لكنها أكدت على أن اسم قائد فيلق القدس سيرفع في المرحلة الثانية من العقوبات بعد سنوات، وذلك إذا ما أوفى بتعهداته المتفق عليها خلال خطة العمل المشتركة لتنفيذ الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست. ما من فرق كبير بين القاتل سليماني وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي، إلا أن هذا المجرم طليق حر في ميادين الصراعات العربية، ويعمل تحت أنظار العالم دون حسيب أو رقيب، ذلك أن العالم أصبح غابة يعيش فيها القتلة على حساب الضحايا، فمن يقتل أكثر يبقى أكثر. هذا العالم، يجب أن تتغير معاييره حتى لا تموت القيم الإنسانية وقيم الحياة، فمن يقتل في سورية والعراق واليمن لا يمكن أن يمر دون حساب أو عقاب، وإلا سيكون الشرق الأوسط مزرعة القتل ليس إلا.. حينها ستتحول المنطقة إلى حاضنة ومفرخة للتطرف والإرهابيين.