وصف عدد من أهالي القنفذة، الخدمات الطبية في محافظتهم ب«المتدنية» ولا تواكب النمو السكاني المتزايد فيها، لافتين إلى المستشفى العام الوحيد الذي لا تزيد سعته على 150 سريرا، لم يطرأ عليه أي تطور منذ تأسيسه قبل نحو 35 عاما. وتساءل الأهالي عن مصير مشروعي مستشفى الملك عبدالله بسعة 500 سرير ومستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير، مشيرين إلى أنهم لم يلمسوا أي تحرك لإنشائهما، منذ اعتمادهما قبل خمسة أعوام، سوى تحديد أرضيهما فقط. ورأوا أن مشروع إحلال وتطوير البنية التحتية لمستشفى القنفذة العام بقي على تسليمه أقل من شهر فيما لم ينجز منه سوى 50%، مستغربين البطء في تنفيذه رغم أن الدولة رصدت له نحو 63 مليون ريال. وذكر حسن القرني أن تدني مستوى الخدمات الصحية في القنفذة وغياب التخصصات المختلفة، يدفع بالأهالي إلى الرحيل من أجل تلقي العلاج في المدن الكبرى مثل جدة ومكة المكرمة والرياض، ما يضاعف معاناتهم، مشيرا إلى أن مستشفى المحافظة العام يعاني من نقص في التخصصات المختلفة، فضلا عن أن سعته لا تزيد على 150 سريرا. وطالب عبدالله الفقيه بالتسريع في إنشاء مستشفى الملك عبدالله المعتمد منذ أربع سنوات، بسعة إجمالية 500 سرير، على مساحة مليون متر مربع شاملا للتخصصات الطبية، لإنهاء معاناة المرضى من الرحلات الخطرة إلى المدن الكبرى بحثا عن العلاج. وقال الفقيه:«مستشفى الملك عبدالله ليس المشروع الطبي المتعثر الوحيد في القنفذة، فهناك مستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير، لم يبدأ فيه حتى الآن، رغم اعتماده منذ خمس سنوات»، مشددا على أهمية التحقيق في تأخر البدء في تنفيذ المشروعين ومحاسبة المتسببين في تعثرهما. وأكد محمد الزهراني أن غياب الخدمات الصحية في القنفذة وندرة التخصصات الطبية جعلهم وذويهم في سفر متواصل بحثا عن جرعة دواء أو أجهزة لتشخيص الحالات المرضية في ظل غيابها عن المحافظة، لافتا إلى أن من يصاب بورم سرطاني أو مرض في الكبد أو أورام الدم والجهاز الهضمي والتناسلي ستبدأ معاناته وأسرته مع السفر إلى المدن الأخرى كجدة والرياض بسبب انعدام الأجهزة التشخيصية بالمستشفى العام في المحافظة. وبين أن آلام المرضى تتضاعف في القنفذة، فهم يعيشون تحت وطأة الألم، وغياب العلاج، والرحلات الشاقة للبحث عنه، لافتا إلى أن سلحفائية مشروع إحلال مستشفى القنفذة العام أثر سلبا عليهم. وتذمر سالم الصالحي من البطء في تنفيذ مشروع إحلال وتطوير البنية التحتية لمستشفى القنفذة العام، مشيرا إلى أنه تبقى على تسليمه نحو ثلاثة أسابيع، فيما لم ينجز منه سوى 50% رغم أن الدولة رصدت له 63 مليون ريال. ورأى أن مشروع الإحلال لن يفي بالغرض وحتى لو أنجز بنسبة 100%، لأن المرضى ليس بحاجة إلى مبنى، بل ينشدون تطوير الخدمات الطبية بالاستعانة بالأجهزة المتطورة والكوادر المميزة وافتتاح جميع التخصصات المختلفة، تنهي حالة ترحال المرضى. وشدد الصالحي على أهمية أن تتحرك وزارة الصحة وتنظر بعين الاهتمام لمرضى القنفذة وتوفر لهم الخدمات الطبية المختلفة، وتسرع في تنفيذ المشاريع المعتمدة لهم. في المقابل، أفاد مصدر مسؤول في وزارة الصحة «عكاظ» بأن مشروع إحلال مستشفى القنفذة العام مستمر وسيتم الانتهاء منه قريبا، لافتا إلى أن مشروعي مستشفى الملك عبدالله ومستشفى الولادة فهما لدى الوزارة وسيتم الإعلان عنهما فور اعتماد البدء في تنفيذهما.