مازال سكان مدينة القنفذة والمراكز التابعة لها يطالبون باعتماد مستشفى تخصصي لمعالجة الأمراض التي يعجز عن مواجهتها مستشفى القنفذة العام الذي لا تتعدى سعته 150 سريرا، ويفتقد للكثير من التخصصات الطبية المهمة وأجهزة تشخيص أمراض الدم والقلب والشرايين والعيون والولادة والأطفال والأمراض السرطانية والأعصاب والجلطات. ويضطر الأهالي وخاصة كبار السن لحزم حقائب السفر والاستدانة المالية من أجل توفير مبالغ إيجار السكن والمواصلات في المدن الأخرى كجدة والرياض ومكة وقت إقامتهم لتلقي العلاج أوفترات النقاهة بعد العلاج، حيث يشير كل من ياسين علي وأحمد إبراهيم وفهد الزبيدي وأحمد محمد إلى أنهم وذويهم وعشرات الآلاف من السكان ينتظرون منذ سنوات بفارغ الصبر إنهاء معاناتهم من التنقلات من أجل الحصول على جرعة دواء أو البحث عن طبيب متخصص أو جهاز تشخيص للأمراض المنتشرة بين السكان. ويقول ياسين الفقيه منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما والسكان في محافظة القنفذة ينتظرون إنشاء مستشفى متخصص يحتوي على التخصصات الطبية الضرورية كتخصصات القلب والشرايين والأورام والعيون والمخ والأعصاب لكن ذلك الانتظار رغم طول مدته لم ينتج عنه شيء سوى مشروع إعادة تأهيل لمبنى مستشفى القنفذة العتيق المبني منذ قرابة الخمسة والثلاثين عاما والذي تهالك ولم يعد قادرا على استقبال المرضى بينما لم يتم لليوم رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود إضافة أي تخصصات طبية منذ إنشائه فضلا عن تضرر المرضى والزوار من أعمال الإحلال والتأهيل بالمستشفى حيث يتم تحويل عدد من المرضى لمستشفيات أخرى وهو أمر فيه كثير من المشقة عليهم. يشاركه الرأي فهد الزبيدي مشيرا إلى أن إنشاء مستشفى تخصصي في محافظة القنفذة سيخدم كامل القطاع الغربي من جنوبجدة مرورا بمراكز شمال القنفذة كدوقة والمظيلف وصولا إلى مراكز جنوب المحافظة كمركزي القوز وحلي وهذه المراكز يسكن بها مايصل لقرابة الأربعمائة ألف نسمة على اختلاف أعمارهم وهم بحاجة ماسة لإنشائه في أقرب وقت حتى يرتاحوا من كثرة التنقلات بين المدن بحثا عن جرعات الدواء أو أطباء متخصصين أو أجهزة للكشف والتشخيص مضيفا أن تحاليل الدم مثلا لدلائل الأورام السرطانية غير متوفرة بمستشفى القنفذة العام كسرطانات البروستات والقولون والرئة وغيرها من السرطانات غير متوفرة بمستشفى القنفذة العام وهي تحاليل ضرورية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية وتوصي بها منظمات الصحة لتلافي تفاقم حالة المريض الناتجة عن التشخيص المتأخر والكشف عن السرطانات وهو مايجعل العلاج أمرا مستحيلا. ويؤكد أحمد محمد أن عدم توفر مستشفى تخصصي فاقم معناة المرضى وأخر كشف كثير من الحالات المرضية فضلا عن تشخيص مصابي الحوادث المرورية فكثير من المصابين لاتتوفر أجهزة الكشف عن نزيف الدماغ أو أجهزة المناظير لتشخيص التهتكات والإصابات الداخلية مما يجعل الخطورة قائمة في بعض الحالات إذا لم يتم إحالتها للمستشفيات الأخرى خارج المحافظة كجدة ومكة مضيفا أن طول فترات المواعيد بالعيادات بمستشفى القنفذة العام رغم محدوديتها تصل لثلاثة أشهر للأسنان والباطنة مشرا إلى أن تعثر إنشاء مستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير والمعتمد منذ عدة سنوات أمر فاقم معاناة وأشعر السكان بالإحباط مشيرا إلى أن أمر إنشاء مستشفى تخصصي أو مجمع طبي متكامل من جميع النواحي أمر في غاية الأهمية. في المقابل أوضح ل «عكاظ» الناطق الإعلامي بصحة القنفذة إبراهيم المتحمي أن مشروع إنشاء مستشفى مرجعي بالمحافظة في انتظار اعتماد المخطط المعد للمشروع من أمانة جدة وتم الرفع لهم منذ فترة وأما ما يخص أعمال الإحلال بمستشفى القنفذة العام فهي مستمرة حسب الخطط المعدة لذلك وتم تقليص الطاقة الاستيعابية للمستشفى لضمان استمرار الخدمات المقدمة للمرضى واستمرار أعمال الإحلال بالمستشفى أما مايخص مستشفى النساء والولادة فالطرح للمشروع والتنفيذ والإشراف من قبل وزارة الصحة وقد تم فتح المظاريف بها.