عندما تولى الضباط الجدد برتب لا تتعدى الملازم أول مهمة تنفيذ الاستعراض العسكري لقوات الطوارئ الخاصة في ميدان عرفات أمام ولي العهد في الثاني من ذي الحجة الجاري، لم تكن المهمة إلا مرآة تعكس دور قائد أعطى الثقة في رجاله وعمل على تأهيلهم للصف الأمامي ليقودوا المهمة باقتدار دون هاجس البداية أو اهتزاز من صغر ما يعلو أكتافهم. هناك تعكس المرآة قائد قوات أمن الحج وقائد قوات الطوارئ الخاصة الفريق خالد بن قرار الحربي الذي عرف منذ اليوم الأول بوقوفه خلف الشباب دافعا لهم ليكونوا على قدر المسؤولية ويقودوا دفة العمل. ولأن الحربي خريج البكالوريوس في العلوم الأمنية من كلية الملك فهد الأمنية كانت العين الفاحصة التي تعرف أن من نال الثقة كان على قدرها. هو ابن الطوارئ الخاصة منذ بدايته ملازما أول في منطقة المدينةالمنورة قبل أكثر من 35 عاما «1402ه» عرف معنى الثقة في صغار الضباط فما إن تربع على قيادة الطوارئ حتى عزز أخلاقياته في الجميع فأدركوا أن شرف العمل يدفعهم لمزيد من الإخلاص والولاء بعدما رأوا في قائدهم القدوة الحسنة. ولا يختلف اثنان على أن الحربي المعروف وسط رجاله بالبساطة والتواضع قادر على اقتحام قلوب من لا يعرفهم قبل أن يتربع على قلب من عرفهم فأحبوا فيه الدقة والحزم قبل أن يقلدوه في كل الصفات فكانوا على قدر الثقة دائما. في المشاعر المقدسة تكررت كالعادة إنسانية الحربي فاحتضن صغيرهم وكبيرهم ووقف بجوار أقلهم رتبة فظهر الجميع في ثوب واحد بروح واحدة وبخطوة واحدة. على مدار الساعة ظل الحربي قائدا لإخوانه «كتيبة الأشاوس» في الطوارئ معززا لإيجابياتهم معالجا أي سلبيات بروح الأب وبراعة الأخ فكان الالتزام من الجميع حاضرا واستحقوا وسام التميز فكانت قوات الطوارئ التي تولى قيادتها الحربي منذ ست سنوات «1431ه» من أفضل 10 قوات في العالم وفقا لإعلان منظمة (اس.بي.اف) لمكافحة الإرهاب والتطوير الأمني وأصبحت مثالا يحتذى به في التخطيط والتجهيز والتدريب والكفاءة العالية لمنسوبيها وشهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وفي هذا العام تولى الحربي مهمة قيادة قوات أمن الحج فكان شعار العمل واضحا ورسالته للجميع أكثر وضوحا «نحن أبناء ملك الحزم والعزم، وأنتم رجال تعرفون قيمة الإخلاص والتفاني في العمل وخدمة أغلى البقاع وأطهر الأماكن وأغلى الضيوف»، فخرج الحج بإيقاع المبادرة والنجاح.